بغداد/ الصباح الرياضي
دعا الأكاديمي الرياضي الدكتور كاظم العبادي أندية الدوري الممتاز لكرة القدم الى تأسيس رابطة مستقلة مالياً وإدارياً وتنظيمياً عن الحكومة وانشاء بطولة خاصة بها، مشدداً على ان تلك الخطوة الاحترافية سترتقي بواقعنا الكروي وتسهم في رفع مستوى اللعبة محلياً وقارياً، مضيفاً ان دول العالم اتبعت منذ سنوات انموذجين مختلفين في تأسيس إدارة روابطها وفق لوائح وأنظمة داخلية
رصينة.
وقال العبادي في حديث خص به «الصباح الرياضي»: انه «منذ الإعلان عن مسابقة أندية كرة القدم للموسم 1974 - 1975 لم تتطور بطولات الدوري وتحكمت معظم الإدارات السابقة لاتحاد اللعبة بالأندية واستحقاقاتها المحلية، وقد حدثت أخطاء شنيعة ابرزها إخفاء طلب الاتحاد الآسيوي بشأن التراخيص القارية وظل مهملاً في الادراج لعشر سنوات، علاوة على ذلك لم تسهم تلك المنظومة الكروية الإدارية في ايجاد الممولين والرعاة لتلك البطولات، بالإضافة الى ان تركيبة الهيئة العامة الحالية لا تضمن الحيادية بين الاندية المشاركة، لا سيما التي لها ممثلون وان القرارات تصب لصالحها في حين هناك أندية مغيبة ولايوجد من يساندها، ناهيكم عن غياب اللوائح والمراجع الدستورية المتعلقة بتنظيم أوضاع اللاعبين والمدربين».
وأضاف «من أجل حل تلك المشكلات المتوارثة بات لزاماً على الاندية تكوين رابطة لفرق الدرجة الممتازة ونقل اللعبة من الهواية الى الاحتراف والحد من هيمنة اي مسؤول او شخص لديه قدرة التحكم على مقدرات (الاندية)حيث سيكون لكل ناد صوت واحد بالرابطة ويتم اختيار شخص محايد (من خارج الاندية) تثق به الهيئة العامة للرابطة يتمتع بالنزاهة والحكمة والمعرفة والثقافة والخبرة لرئاسة مجلس ادارتها وتمشية اعمال الرابطة اليومية، اما بانتخابه او اختياره من الاندية المشاركة بدوري كرة القدم الممتاز».
ولفت الى انه «استند في دعوته هذه على المراجع الرصينة التي أسهمت في تأسيس رابطة الدوري في انكلترا نهاية الموسم 1991، بعد ما وضعت الأندية الأعضاء المؤسسين للدوري الإنكليزي الممتاز اتفاقية إنشاء دوري جديد من شأنه أن يجلب المزيد من الأموال في اللعبة بشكل عام ويتمتع باستقلالية تجارية عن اتحاد كرة القدم، والدوريات السابقة».
ورأى ان «يقوم رئيس الرابطة بتشكيل مجلس إدارة محدد قد تتم توسعته مستقبلاً حسب الاحتياجات، وان تلك القرارات يحددها ممثلو الاندية بعد التشاور او التصويت او الاتفاق علاوة على تعظيم الإيرادات المالية وتوزيع الأرباح بين الأندية من دون اي استقطاعات تذهب لصالح
الاتحاد».
وبشأن توزيع الأرباح بين الأندية أوضح العبادي أن «هناك اتفاقات مبدئية بألا يكون الفارق كبيراً بين فرق الرابطة ويتم تحديدها بحسب ترتيب الأندية في المسابقة بحيث يمكن تقسيم الارباح 50 % بالتساوي بين الاندية ومن ثم تقسيم الجزء الآخر بنسب مالية تقل بنسبة 5 % بين صاحبي المركز الأول والثاني انتهاء بالفريق الذي يأتي في الترتيب الأخير، كذلك من الممكن دعم الاندية الهابطة للدرجة الادنى بأموال لمدة سنتين او ثلاث سنوات، لأنها مرتبطة بعقود مع لاعبين ومدربين وحتى لا يتسبب ذلك في انهيارها».
وأكد ان «رابطة الدوري ستضفي الجمالية على دورينا عبر الاهتمام بالملاعب المنظمة، مع وجود شركات الإحصاءات الرقمية والكمية لتزويد الفرق بالمعلومات، كما تسهم في الدفع لإشهار قانون الاندية وتأسيس اندية بصورة سليمة وتنظيم حصول الاندية على الرخصة الآسيوية في برنامج منظم محدد بفترة زمنية مع وضع قانون مدني يحمي رابطة كرة القدم ويحمي حقوق الاندية المشاركة»، مطالباً في الوقت نفسه» اتحاد اللعبة بالتركيز على وضع اللوائح والاهتمام بالمنتخبات الوطنية ومشاركاتها الخارجية بشكل
صحيح».
وأشار الى أن «دول العالم اتبعت انموذجين مختلفين في تأسيس إدارة روابطها، إذ اتجهت الاغلبية الى الانفصال والاستقلال الكامل عن اتحاد كرة القدم في حين ذهب الانموذج الثاني الى تبعية رابطة دوري أندية الدرجة الممتازة تحت هيكلية اتحاد كرة القدم بشرط العمل باستقلالية كاملة عنه».
ومضى يقول: «على المستوى العربي وجدت في النظام الاساسي لكل من الاردن والامارات عمل الرابطة بشكل مستقل في حين ان السعودية وقطر اختارتا الانموذج الثاني بوجود الرابطة تحت هيكلية الاتحاد لكن بشكل مستقل وشفاف» منوهاً بأنه « في الانموذجين سيكون هناك تعاون كبير بين ادارة اتحاد كرة القدم وادارة الرابطة لكنه يفضل الانموذج الأول، لأن ربط الرابطة بالاتحاد قد فشل في بعض الدول وسرعان ما حصل الانفصال الكامل».
وختم حديثه «انه أجرى بحثاً في كتابه «كرة القدم العراقية الكتاب الأبيض» اعتمد فن المحاكاة في إدارة كرة القدم العراقية وركز فيه على اتباع أسلوب الحوارات العميقة لتطوير فكرة رابطة دوري الأندية الممتازة بمشاركة مسؤولي رابطة الاندية في كل من اسبانيا، ايطاليا، البرتغال، والأرجنتين لاستنباط الأفكار الملائمة التي يمكن تطبيقها على ارض الواقع في
ملاعبنا».