عام استثنائي

الرياضة 2020/04/25
...

كاظم الطائي

اربعة ايام تفصلنا عن اتمام الثلث الاول من العام الحالي الاكثر وطأة في تاريخنا الحديث في ظل مخاطر جائحة كورونا التي فتكت بعشرات الالوف من البشر واصيب نحو 3 ملايين انسان في المعمورة، ومنعت اتمام برامج كبرى وقطعت اوصال اقتصاديات ورياضات العالم وتركت الجميع امام كوارث صحية ومالية وعجز اضافي في الموازنات والخطط الآنية والمستقبلية .
ليس الوباء الخطير وحده هو من بصم على اشهر العام الحالي وترك نياشينه في جسد الايام الصعبة وفرض اجندته في مسار حياة البشرية ومنع التجوال لاسابيع قابلة للاستمرار في ايار وحزيران فقد خرجت من معطفه تداعيات متشابكة اهمها تراجع اسعار النفط الى ادنى مستوياتها عبر تخمة المعروض وتناقص الحاجة لمشتقاته وتوقف حركة النقل الدولي والداخلي وانحسار كامل للالعاب الرياضية والانشطة السياحية والفعاليات المختلفة .
الاجيال السابقة عاشت الكثير من الازمات واحتفظ اهلنا بتواريخ لخصوها باسماء مبتسرة واوصاف تعيد لهم استذكار ذلك الزمن بذاكرة متقدة لكنها بسيطة الفهم، ومعان لا يفقهها غيرهم على شاكلة (سنة ام مصران) وعام الجراد و(الكرصة) و(دكة عبد الحميد) وثورة الزعيم و(طكة بوش) وسنة الفيضان الذي تعرضت له العاصمة بغداد ومحافظات عديدة في عقود مختلفة منها في منتصف الخمسينيات والستينيات وحملت بعض المناطق تسمياتها من رحم الازمة مثل الكسرة بعد تخطي نهر دجلة السدود الفاصلة وغرق ما يحيطها لكنها لم تدثر مواهب شقت طريقها للنجومية آنذاك بوزن جمولي عباس ومجبل فرطوس وحامد فوزي ونوري عباس وطارق احمد وعلي حسين شهاب وعناد عبد وغيرهم الكثير وبقي ملعب الكشافة طوال عقود يزدحم بعشاقه من اهل الكرة وعروس الالعاب .
ملاعبنا تنتظر عودة رواد الرياضة لمرابعها بعد زوال خطر الجائحة التي دقت ناقوس مفردات التكاتف والايثار والانصياع للغة الانسانية وتقديم ما ينفع الاخرين من مبادرات ومواقف ستبقى عالقة في الاذهان ولم توقف شعارات تدعو للمكوث في البيوت واجراءات صحية مكثفة من مساعدة المحتاجين ،في ظرف صعب تولت مؤسسات رياضية وافراد ومجموعات توزيع المواد الغذائية والعينية والمستلزمات الضرورية لاحياء شعبية وحرص الرياضيون على ادامة زخم تدريباتهم في دورهم السكنية واماكن مختارة تأهباً لاحتمالات طي صفحة المنع المفروض في اي وقت.
اجواء رمضان الحالية فرضت ايضاً طقوساً ايجابية لسريان حالات انسانية بصورة مكثفة لمواجهة اعباء ما لحق بفئات عديدة من عسر الحال وتوقف الاعمال الوقتية، فضلاً عن خطوات عاجلة لوزارات معنية ترنو لمستقبل افضل للشباب وتعد العدة لمشاريع في بغداد والمحافظات تستثمر جهودهم وتزيد من تفاعل القطاع الخاص في تنشيط القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والرياضية.