رئاسة اتحاد الكرة.. طريق ليست سالكة ومهمة شبه مستحيلة

الرياضة 2020/04/28
...

بغداد/ بلال زكي
 
يبدو ان الطريق لن تكون سالكة لمن يحاول الوصول إلى رئاسة اتحاد الكرة، فبعد أن تنفس الكابتن عدنان درجال الصعداء مؤخرا، بنجاحه بارغام المكتب التنفيذي السابق الذي يترأسه عبد الخالق مسعود على تقديم استقالته، وتصاعد حظوظ الأول في إمكانية اعتلاء رأس الهرم بعد أن كانت الساحة شبه خالية ممن يحاول الوصول إلى هذا المنصب، أعلن  الكابتن احمد راضي رسميا نيته دخول السباق الانتخابي على رئاسة الاتحاد، كما وتداولت الأوساط الرياضية في اليومين الماضيين أنباء قوية عن رغبة الكابتن ناجح حمود في العودة إلى العمل مجددا عبر الترشيح على منصب الرئيس.
 
تعدد المرشحين 
ان تعدد المرشحين على منصب رئيس اتحاد الكرة ونائبيه وحتى عضوية مجلس الإدارة حالة صحية وسليمة، شريطة أن يكون التنافس نزيها ولا يخضع للمجاملات والمساومات، وتقدم فيه مصلحة الكرة العراقية وإعلاء شأنها على بقية الأمور الأخرى، لاسيما أننا نشهد نهضة رياضية عامة ليس على صعيد كرة القدم فحسب لدى اغلب دول الجوار التي وضعت خططا ومناهج علمية وعملية، قصيرة وبعيدة الأمد، من أجل منافسة البلدان المتقدمة في اكبر المحافل العالمية، الأمر الذي يحتم علينا تغليب المصلحة العامة في عملية اختيار الأنسب.
 
لا للتكتلات 
ستكون الهيئة العامة لاتحاد الكرة التي سينبثق عنها اختيار المكتب التنفيذي الجديد أمام مسؤولية تاريخية كبيرة تتمثل في رفض التكتلات وترك لغة الاصطفاف «الطائفي والمناطقي» واختيار الأفضل القادر على العمل بنكران ذات يكون إضافة مهمة للمكان الذي يشغله، ما سينعكس إيجابا على تطور مناخ ومنظومة العمل في اتحاد الكرة.
طبيعة عملنا فرضت علينا في الفترة الماضية المتابعة المستمرة للشأن الكروي بمختلف تفاصيله بغية نقلها للقارئ الكريم، كما وكنا كذلك ضمن الحاضرين لتغطية اكثر من مؤتمر انتخابي، وخلال تلك الفترة لم يكن خافيا على أحد حجم الضغوطات والمغريات التي كانت تنهال على بعض أعضاء الهيئة العامة من اجل التصويت للمرشح الفلاني دون سواه وعدم منح الصوت للمرشح الآخر دون النظر إلى كفاءة أي منهما.
الآن باتت جميع تلك الأخطاء التي كانت تحدث في السابق عرضة للزوال، ويبقى القرار الفصل للهيئة العامة التي تضم نخبا وأسماء يشار لها بالبنان في الوسط الكروي، وباتت مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى بدقة وحسن الاختيار.
 
مهمة صعبة
بعد أن حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» صلاحيات الهيئة المؤقتة بتعديل النظام الأساسي بما ينسجم مع قوانينه، إضافة إلى التحضير لانتخابات جديدة يسفر عنها اختيار مكتب تنفيذي جديد يتولى دفة قيادة اللعبة في السنوات الأربع المقبلة، فإن المهمة الأصعب ستكون على عاتق الرئيس الجديد وأعضاء مجلس ادارته المطالبين باتخاذ مجموعة قرارات جريئة ومهمة تسهم في عودة الكرة إلى سابق عهدها.
من بين أبرز القرارات واجبة التفعيل في الفترة المقبلة هي عودة الحياة إلى دوري الفئات العمرية وإلزام الأندية بتشكيل فرقها والمشاركة في ذلك الدوري، لما له من أهمية كبيرة في صقل مواهب اللاعبين وتنمية مهاراتهم، فضلا عن التعاقد مع مدير فني أجنبي على مستوى عال يتولى مهمة رسم السياسة الفنية لسنوات عديدة وربطه بمجموعة مدربين محليين من أصحاب القدرة على هضم وتطبيق الأفكار الحديثة، وستكون ثمار هذا الربط بين المدير الفني الأجنبي ومدربينا المحليين عديدة، أهمها تقنين النفقات التي تصرف على المدربين الأجانب، لاسيما أن الوضع المالي للبلد ليس على ما يرام نتيجة انتشار جائحة فايروس «كورونا» وانخفاض أسعار النفط عالميا، إضافة الى الإسهام في إعداد جيل ناجح من المدربين القادرين على خدمة كرتنا في السنوات المقبلة.
ومن بين الامور المهمة التي ينبغي عدم اغفالها هو تنظيم مسابقة دوري الكرة الممتاز بطريقة تختلف عن السابق، إذ بات لزاما على المعنيين تقليص عدد الأندية المشاركة إلى 14 أو 16 على أبعد تقدير، ووضع تواريخ محددة وثابتة لبداية وانتهاء المسابقة وكذلك تحديد أيام انتقالات اللاعبين الصيفية والشتوية ويفضل ربطها مع المواعيد الرسمية التي يعتمدها الاتحاد الدولي وتسير عليها اغلب البلدان المتقدمة كرويا.