اكتشاف المواهب الكروية يتطلب هيكلية تنظيمية جديدة

الرياضة 2020/05/04
...

قراءة: علي النعيمي
 
أحلام مشروعة لا تزال تراود جميع الأطفال الموهوبين في لعبة كرة القدم، بيد أن تلك الأماني تبقى رهينة اختيارات الكشافين ورؤيتهم المستقبلية لما يحمله اللاعب من صفات حسية وعصبية وإمكانات فنية لافتة انتهاءً بطريقة صقل خصائصه المهارية، في المقابل تبقى آليات اكتشاف الخامات في ملاعبنا العراقية في خبر كان بسبب اتباع الأساليب الكلاسيكية في اختبار الطاقات المميزة مباشرة من دون المرور في مستويات تنظيمية وهيكلية تدريجية على غرار مراحل التكوين واكتساب المهارة وتطويرها لاحقاً علاوة على غياب الدوريات المنتظمة للفئات العمرية والاعتماد على اللاعب الجاهز وبالتالي انعكست تلك النواقص سلباً على القاعدة الكروية التي لا نعرف أي شيء عن حجمها وأعدادها ومكانها الجغرافي ، ما نود قوله هنا أنه من دون قواعد البيانات الالكترونية DataBases لن يحدث أي تغيير ملموس في أداء اتحاد الكرة المقبل وعمل لجانه حتى لو جلبنا الطواقم الإدارية والفنية في الاتحادات الانكليزية والألمانية والاسبانية وطلبنا منهم العمل في العراق!، بسبب غياب الأرقام والشواهد الإحصائية التي يجب أن تكون على طاولة المتخصصين لأن التطوير ليس بالأسماء والعناوين إنما بآليات العمل الحديث المتبع في جميع دول العالم.
 
قاعدة البيانات
لقد تناولنا بشكل مسهب عبر وقفات فنية العديد من الآليات الحديثة المتبعة حالياً في اكتشاف المواهب وقد أطلعنا عن كثب على الهياكل التنظيمية لإدارة المواهب الكروية في الاتحادات الأوروبية وما هي الواجبات التي تضطلع بها الكيانات الفرعية والتشكيلات الثانوية الداعمة بشأن الخامات الواعدة وصدقا نقول أننا بحاجة ماسة إلى “قاعدة بيانات” متطورة لإحصاء المواهب المكتشفة قبل الحكم عليها كي تفسر لنا نوعية المشاهدات وحجم المواهب الحقيقية الموجودة في العراق، بالإضافة إلى اعتماد هيكلية جديدة من الشبكات التنظيمية الأفقية ترتبط مع جميع القطاعات والاتحادات والكيانات الفرعية لدعم رؤى الاتحاد الأم وفق ستراتيجية معينة باستخدام التقنيات الحديثة ونقصد بها البرامج المطبقة في التحليل وقياس جودة الكفاءة بعد مطابقتها مع البيانات لحظة الشروع بعملية تطوير الموهوب، وبالتالي فقد وجدنا أن إدارة واكتشاف المواهب في القارة العجوز يتم تقسيمها إلى ثلاثة مستويات على النحو الآتي:
 
المستوى الأول
مرحلة البحث واكتشاف المواهب التي تتعلق باختبار جودة البيئة ومحددات البطل وتنشئة اللاعب الموهوب ويتم الاهتمام والتركيز هنا على نوع الرياضة المحددة أو الاختصاص في اللعبة وجهود الاتحاد الفرعي لكرة القدم وقدرته على الاكتشاف والتنقيب أي عمل ( الكشافون الأوائل) وإحصاء عدد مراكز الشباب هناك، فضلاً عن الثقافة الرياضية العامة الشائعة في القضاء والناحية أو في القرية والمدينة مروراً بتأثير وسائل الإعلام على رؤية المواهب الثقافة المكتسبة وأخيراً قياس نظام التعليم السائد هناك .
 
المستوى الثاني
الخاص بمرحلة انتقاء المواهب ويركز على نوعية وعدد الطاقة الاستيعابية للأندية المتخصصة ذات العلاقة بفعالية كرة القدم وثم النظر إلى دور الأسرة في دعم الموهبة وجودة الأنشطة الرياضية في المدارس هناك سواء كانت تطبق المناهج الأكاديمية في التدريب وفق رؤية فنية خاصة أم أنها تقام بغرض الهواية .
 
المستوى الثالث
الخاص بمرحلة التطوير ونظرة الخبراء وخططهم المستقبلية للارتقاء بالمواهب المختارة وتشمل: هنا كفاءة المدربين الذين يشرفون على الموهبة المتوقعة والشريحة العمرية المتميزة( النخبة) التي يتوقع لها تحقيق القفزة والوصول الى مرحلة النجومية ومن ثم  براعة وعلاقة المدراء المشرفين المحترفين على المواهب وأخيرا آليات الارتباط مع الأندية وتسويقها بمنظور احترافي و ربحي وفق ما هو مسجل في قواعد البيانات
المتاحة.
 
خلاصة الكلام 
للأسف نقول ان الاتحاد العراقي منذ تأسيسه حتى يومنا هذا، ليست لديه قواعد بيانات الكترونية مرتبطة بهيكل تنظيمي سلس تعتمد خاصية تخزين البيانات المختلفة بطابع تراكمي رصين، بحيث يمكن استخدامها بسرعة وبأي وقت ممكن متى ما أردنا الحكم على المعطيات المتوفرة بعد تحليلها أو لعلها تعين أي باحث اذا ما رغب في الوصول إلى تقييمات منطقية بشأن واقعنا الكروي ومعرفة عدد المواهب الفاعلين، أو سواء ما كان يتعلق في الجوانب الفنية أو سمة الأداء وجدولة ومنهجية عمل المدربين وأخيراً الوقوف على مستوى اللعبة بصورة عامة، لذا لن نتوقف كثيراً عند الأسماء والخبرات والكفاءات الاكاديمية التي تريد اللجنة التطبيعية الاستعانة بها خلال الفترة المقبلة، بقدر البحث عن مفردة (قاعدة البيانات) التي يجب ان تكون الركيزة الأساس في عمل لجان الاتحاد المقبل لأنها هي الأساس الحقيقي في التقييم وعلى ضوئها يمكن التخطيط وبناء الستراتيجيات المقبلة.