أن تزهر في العراق

ثقافة 2020/05/08
...

 
د. عواطف نعيم
 
 
ربما انشغالنا في "فيروس كورونا" المستجد وأيام الحجر الصحي نسينا تدوين العديد من الأحداث الثقافيَّة المهمة التي تمت قبل الحضر مباشرة، وأرى من الضروري أنْ نعيد تسليط الضوء عليها لتبقى في الذاكرة، وهنا أريد أنْ أشير الى واحدة من هذه الفعاليات وهي "ليلة الافكار وكرنفال اللحضة المبتكرة"، إذ بدأت تلك الفعالية التي أشرف على إقامتها وتنظيمها المعهد الفرنسي في العراق بالعبارات الآتية (هل تود أنْ تزهر في العراق؟) وهي في مضمونها دعوة للتعبير عن الذات من خلال الرسم بالقلم والرسم عبر الألوان والكتابة، وهي دعوة جديدة في توجهها ومبادرتها لخلق حراك فني وثقافي بين الراغبين في المشاركة والتفاعل مع هذه المبادرة وقد تم وضع برنامج لتنفيذ هذه الفعالية نظم على الشكل التالي: 9:30 صباحا تنظيم قرعة يتم من خلالها اختيار موضوع من أربعة موضوعات حول عراق اليوم والغد. 9:30 صباحا – 15:30 مساءً تنفيذ عمل مستوحى من الموضوع الذي تم اختياره بالقرعة ضمن فئة الفنون المرئية (الرسم بالقلم، الرسم، القصص المصورة، الرسوم الرقمية) أو فئة الكتابة بالعربية (نص قصير، مقالة، قصيدة).
16:00 - 18:00 (تقديم الاعمال حسب الموضوع باللغة العربية مع الترجمة التزامنية الى اللغة الفرنسية) مناقشة قصيرة حول كل موضوع واعلان الفائز من كل فئة.
وقد انطلقت هذه الفعاليات في فضاء المعهد الفرنسي بحضور كبير من الفنانين والموهوبين والمتابعين لأنشطة وفعاليات المعهد، وخلال الفترة التي استغرقها المشاركون في إنجاز الأفكار التي أنيطت بهم على وفق القرعة التي تمت كان هناك حضور للجنة التحكيم التي تم اختيارها للإشراف والاختيار وتقييم تلك المشاركات، علما أنَّ المشاركين كانوا يتفاوتون في المستوى الفني والثقافي ما بين الاحتراف والموهبة والهواية، تألفت لجنة التحكيم من الأسماء التالية:
د . آلاء الجبوري، الإعلامي طه رشيد، د. محمد صبيح، د. عواطف نعيم
وقبل الإعلان عن أسماء الفائزين في هذه الفعالية كان هناك عزف موسيقي لأحد الشباب الذي شكل بحضوره وجمال ما قدم من مهارة في العزف فرقة موسيقية مؤثرة، وبذلك اكتملت اللوحة الفنية التي سعى المعهد الفرنسي لتأكيدها من خلال هذه المبادرة الفنية والثقافية، وقد جاءت نتائج التحكيم بعد فترة من المداولات ما بين أعضاء لجنة التحكيم على الشكل التالي:
إياد سرحان، رائد حسن، لمياء رافع، محمد راضي. ومنحت لجنة التحكيم جائزة فنانة واعدة للشابة أرجوان جواد.
انتهت ليلة الأفكار في جوٍ من الحماسة والبهجة وكانت هناك رغبة واضحة لدى جميع المشاركين بإعادة تقديمها لمرات قادمة لما شكلته من أهمية في تفعيل الحراك وتحفيز الطاقات وأيضا لما أتاحته من فرص للتعبير عن الذات وكسر التحفظات وخلق حوار مفتوح مثمر وإيجابي بين جميع المشاركين، كانت الجوائز المقدمة الى الفائزين مشاركة من شركة زين العراق لدعم مثل هكذا نشاط ثقافي لاكتشاف المواهب وإبداع الطاقات الواعدة، من الجدير بالذكر أنَّ من أشرف على إقامة هذه الفعالية وخطط لإنجازها هي السيدة سلمى الزنكاني الملحق الثقافي في السفارة الفرنسية ومعها المستشار الثقافي، نأمل أنْ يتم تواصل إقامة مثل هكذا أنشطة وفعاليات في أماكن مختلفة من فضاءات الثقافة والفنون داخل الأرض العراقية لأهميتها وضرورتها في تعزيز الحراك وتفجير الطاقات التي تعلن عن حياة مجتمع وديمومة حضارة الوطن.