زهير بهنام بردى
نواقيس الفصح
بين مشيٍ أزرق قصير القامة وبيتٍ هزيلِ الظلّ ومتوتّر التراب، يجلسُ الطريقُ تعباً على ركبتي نهرٍ متدفّق. بعريهِ يقرعُ نواقيسَ الفصحِ. تمدُّ موسيقاهُ الى اماكن أقصى رائحة موقد شتوي قرب جدار فوقه حانة على شكل ديناصور يمخر من عمودها الفقري المكسور بقارب يقلّ آلهةً مسخٍ يهبطنَ من حافةِ سماءٍ المدينةِ البيضاء. وببراعةِ كما كل ماء باكرا انا كنت أفعل هذا الفن ثقوب اسطورة تشبه فم نساء بطواحين سوداء تلمع من اسنانهنّ البيضاء انظر إلى عنق إلهٍ يسيرُ الىّ واطئاً بابهامٍ لجوجٍ أخضر من لبن عشبة خضراء تركها كلكامش بين فخذي شمخي كحل وسيط لتبرير خيبته ونامَ في فم ثعبانٍ وكان حقا هيكل مردي مكسور الظهر يدفئ برودة رعشات بصخب ماء سرّي يرغب ان يجعله بسيطا فاتنا كمزاج طلسم وغرور سلالة تعتمر قلنسوة حمراء
رجل من سالف وقت
الضوءُ يشربُ الماءَ من صنبورٍ مثقوب قرب شفتي ورد، الطفلُ ما زال يتكلّمُ الى دميةٍ ناعمةٍ بيضاءَ، ويقودُ الظلّ أمامه الى تنوّرِ الطينِ٠ مائدةُ القرابينِ ما زالت هادئةً بلا نبيذ٠ طوقُ ترابٍ برائحةِ قميص وأصابع قصب ناي، أمرٌ مثيرٌ أيضا سيحدثُ، رجلٌ من سالفِ وقت يتكدّسُ أنيقا دبقا٠ يتعرّج في الممرّ جو من أطرافِ شفتيه، يلامسُ خبزاً في طينِ الفطورِ الأخير
أسباب
منذُ كلامٍ يتقدُمُ خلف درجِ موسيقى تلمسُ أبط الماء، ولأسبابٍ عديدةٍ لم تتعرّى الجثّةُ بعد إيفاءِ وعد قديم قبلَ صلصالِ مدٍّ في جزر ِضوء، منذُ أعجوبة ضريحٍ في خرم تسيلُ نقوشهُ تحت مصباحِ طين، في معبدٍ لم يظهر في طاسته زيتُ الفصحِ ولم يكمل الكاهنُ مسقطَ رأسِ الروح، من الصعبِ أن ينامَ الحليبُ فوق حرير جسدٍ لم يكمل سنّ النساء