هذه ليست المرة الاولى التي تدخل فيها شخصية رياضية مرموقة المجال السياسي فقد سبق ورأينا اللاعب البارز احمد راضي ومن بعده كان احمد رياض والان يأتي دور عدنان درجال لينال حقيبة الشباب والرياضة .
ان يكون اللاعب التاريخي الكبير عدنان درجال وزيرا في حكومة مصطفى الكاظمي فهذا مؤشر لمتغيرات كثيرة ستطال الرياضة العراقية.
الجنرال درجال خاض قبل فترة وجيزة معركة حامية الوطيس مع الاتحاد المركزي لكرة القدم وهذه المعركة كانت الاولى من نوعها في التاريخ الكروي العراقي بل وشكلت مفترق طرق بين الانهيار التام او الامل بشيء جديد، الا ان جلوس الجنرال قبل ايام قليلة على كرسي الوزارة فاق كل التصورات وكأن الكرة ضربت بقوة من مرمى خيباتنا الى قوس جزاء احلامنا، فما كنا نأمل تحقيقه على مستوى الاتحاد بات في يد تطلعاتنا على مستوى الوزارة، فعدنان يمتلك خبرة ورؤية ستراتيجية وهذا الرجل احتك لسنوات طويلة مع فرق لدول عدة وكسب خبرة فائقة في التعامل مع الستراتيجيات الرياضية، وعاصر مراحل تطور الكرة الخليجية وشاهد بام عينيه كيف تقدمت تلك الدول منذ السبعينيات والى الان وهذا الرجل ايضا كان السور المنيع لمنتخبنا الذهبي في الثمانينيات وامتلك خبرة واسعة سواء في معرفته الاكيدة بجوهر الرياضة والابداع او في نشاطاته التدريبية والقيادية الاخرى، وبالتالي فان درجال هو خيار الانقاذ الاكيد.
مامعنى هذا؟ .. ان عدنان درجال لن يتعامل مع الوضع باعتباره وزيرا مستجدا نال ثقة رئيس الوزراء والبرلمان وانما سيكون وفيا لجمهور رياضي عشقه لاكثر من خمسة وثلاثين عاما، وهو لن يفرط بهذه الثقة خاصة وانه خاض حربا كبيرة الابعاد مع الاتحاد من اجل تصحيح مسار كرة القدم العراقية.
اننا الان امام تحول فريد من نوعه في مسار الرياضة العراقية عموما فدرجال ليس بالرجل السياسي وانما هو الرياضي المخضرم الذي ولد لاعبا وعاش مدربا وانتهى اداريا محنكا.
ان هذه الخصائص وتحديدا مجازفته من اجل قيادة التصحيح هي علامات على ان المرحلة المقبلة ستشهد تغييرا جذريا في واقعنا الرياضي.
درجال ابن الشغف والجماهير العريضة لم يكن في حياته الرياضية لاعبا اعتياديا فهو حالة نادرة في تاريخ الرياضة العراقية من ناحية القوة البدنية والذكاء الميداني والانجازات الرياضية الفريدة من نوعها.
وجود درجال كان دائما قفل امان وكان في الملعب كما في الحياة العامة هو الرجل المحبوب والزقورة التي يفخر بها العراق.
لن نقول اننا نأمل وانما نحن بالفعل دخلنا مرحلة التصحيح فدرجال لن يكون سعيدا لجلوسه على كرسي الوزارة وانما سيكون في ساحات الملاعب يصرخ في هذا الاتجاه وذاك ليقود ويعدل ويجعل الرياضة تستحق فعلا كل هذا الجنون.