حجرٌ من البيتِ العتيقِ .. تكلّما
عند الطوافِ .. وقالَ قولاً .. مُبهما
اهٍ .. لهذي الكفِّ كمْ أحبَبتُها..
ما إنْ مشَت في وجنتيّ ..تَرحُّما
فرفعتُ كفي ... واجلاً مُستغرِباً
ووقفتُ اسألُهُ ..وقلتُ .. مُتمتِما
أَو هل نطقتَ ؟وقُلتَ فيَّ.. مدائحاً..؟!
أم قد سرحتُ .. وكانَ ذاك توهُّما؟!
فتبجَّسَ الحجرُ الشريفُ وقالَ ليْ:
ما أنْ ، ودمعُ عيُونِهِ مطراً هَمى
ماأنْ مَرَرتَ بجانبي فاح الشذى
فشَمَمتُ عطرَ العرشِ فيكَ كأنّما
ومَشَيْتَ تسعى في الطّوافِ مُلبِّياً
والعطرُ ذاكَ العطرُ يمشي حيثُما
تمشي ، فقلبي ذابَ فيهِ تشوُّقاً
ويغورُ فكري ..في الظُنونِ وعندما
اتممتَ ، جئتَ إليَّ تمسحَ وجنتي..
فنطقتُ ما في خاطري ... مُتلعثِما
والآنَ ..أسألُ :أيَّ أرضٍ زُرتَها..؟
من قبلِ أنْ ..تأتي وتسعى مُحرِما
أو ما حملْنَ .. يداك حتى أنّها..
حملَتْ من العطرِ الشذيِّ الميسما
فأجبتُهُ والدمعُ كحّلَ أجفُني..
زرتُ الوصيَّ الهاشميَّ ..الضَّيغَما
وتشابَكتْ كفّي بقبضةِ قَبرِهِ
حتى تسلَّلَ في دَمي عطرُ السّما
وبذاتِ هذي الكفِّ كنتُ كتبتُهُ
شِعراً يزين الأكرمينَ .. ترنُّما
وقرأْتُهُ حتى تملّكَ خافقي .. ونقشتُهُ بينَ الثنايا .. طِلْسَما
وعشقتُهُ عِشقاً يُذوِّبُ مهجتي ..
وحملتُهُ حرزاً يقي شرَّ العمى
فاهتزَّ في إثرِ الخشوعِ كأنَّهُ
يبغي الخروجَ من الجدارِ مُسلِّما
وتناثَرتْ أجزاؤهُ و تَماسَكتْ ..
والصوتُ دوّى منه حتى أقسما
هُوَ ذا عليٌ أينَ حطَّ رِحالَهُ .. تركَ البقاعَ وعطرُهُ فيها نمى
لا أدري هل وضعَ الإلهُ بخَلقِهِ..
مكنونَ لاهوتٍ وسرّاً أعظما
أنا مذْ حباني اللهُ سَيبَ نعيمِهِ
وسكنتُ في البيتِ العتيقِ مُكرَّما
أيقنتُ .. أنَّ الفضلَ في تشريفِنا
لأبي ترابٍ .. والفَخارُ له انتمى