{كورونا} يعجز عن فك شفرة إبداع {الصباح}

الرياضة 2020/05/17
...

بغداد / بلال زكي
 
 
لم يكن العام الأخير الذي مر على الرياضة العراقية اعتياديا للغاية، كونه شهد تناميا واسعا لحالات التقاطع والاختلاف بين المؤسسات الرياضية بلغت حد "التشهير" وتبادل الاتهامات واللجوء إلى المحاكم المحلية والدولية لاستعادة حقوق مغبونة، لكن جميع تلك الارهاصات لم تزحزح "الصباح" عن دورها المهني والوطني الذي انتهجته وتواصل السير عليه، في محاولة منها لتفكيك الأزمات وتقريب وجهات النظر، من دون ان تغفل دورها الريادي في تشخيص الأخطاء والحث على معالجتها سريعا عبر زوايا وآراء كانت تنشر على صدر صفحاتها لاساتذة وزملاء أعزاء يشار لهم بالبنان.
وكان لمواقف "الصباح" الواضحة وغير المشوشة والايجابية في التعامل مع الأزمات والأحداث، وعدم الوقوف مع طرف على حساب آخر، الا بما تقتضيه مصلحة رياضة الوطن، أصداء إيجابية نالت ثناء واستحسان أغلب المعنيين بالشأن الرياضي، ما أسهم باتساع دائرة الاهتمام بما تتناوله الصحيفة من مواضيع هدفها تقويم "الاعوجاج" في مسيرة الحركة الرياضية عبر طرح ملفات تتضمن الحلول السريعة التي تعتمد على تحليلات منطقية ومقبولة إلى حد كبير، كما ان تلك الملفات بعيدة كل البعد عن الإسفاف والابتذال والاستهدافات الشخصية.
على الصعيد المهني لم يكن عام "الصباح" اعتياديا أيضا، كونه شهد ترجل الفارس الأول للملحق الرياضي الزميل والصديق والأخ الكبير كاظم الطائي عن صهوة جواده مرغما بفعل بلوغه السن القانونية واحالته على التقاعد، لكن عزاؤنا الوحيد هو استمرار الزاوية الشهيرة للطائي "محطات رياضية"، فضلا عن مواد أخرى تختزنها ذاكرته الممتلئة ابداعا.
"كورونا" وآثاره السلبية التي ورفت أغلب بلدان العالم والشركات والمصانع والمؤسسات، عجز عن فك شفرة إبداع الصباح، التي تفوقت على نفسها ولبست ثوب التجدد بمقاسات رائعة، بفعل التحول إلى الاصدار الالكتروني في الأيام الأولى من قرار حظر التجوال، قبل ان تعاود الاصدار الورقي ملتزمة بتعليمات وقرارات خليات الأزمة، في سابقة فريدة تحسب للتخطيط السليم لادارة الصحيفة والجهود المخلصة المبذولة من قبل الملاكات العاملة من محررين وفنيين واداريين.
"الصباح" تدخل اليوم عاما جديدا مطرزا بالتحديات لتحقيق المزيد من النجاحات، والأمل بغد أكثر إشراقا لبلدنا وشعبنا ورياضتنا.