سينما 2018.. أحداث ومفاجآت

الصفحة الاخيرة 2018/12/25
...

علي حمود الحسن
لا يختلف المشهد السينمائي  العراقي في العام 2018 عما سبقه، الا في عدد الأفلام القصيرة المنتجة والمشاركات غير المسبوقة في الكثير من المهرجانات العربية والدولية، وفوز بعضها بجوائز تقديرية وأخرى عينية، لكنها قطعا لم تصل الى عتبات المهرجانات العالمة المعروفة، عدا بضعة أفلام، منها : ما يقدمه محمد الدراجي مخرجا ومنتجا ومسوقا، حيث رشحت  وزارة الثقافة العراقية فيلمه الروائي "الرحلة " لتمثيل العراق في مسابقة جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي 2019، ويحسب للدراجي عرض فيلمه للجمهور تجاريا في بغداد والمحافظات في خطوة جسورة على الطريق الصحيح.
ولم تجدد السينما المصرية - ذات الإنتاج الأكبر عربيا- نفسها، إذ لم تستطع استعادة مكانتها التي ظلت مهيمنة لأكثر من قرن من الزمان، فبعد رحيل الجيل الثالث من روادها الكبار، لم نشهد أفلاما مميزة لمخرجين جدد، عدا قلة تكاد تحسب على الأصابع، فأنتجت 37 فيلما في العام 2018، معظمها أفلام تجارية عاف خطابها الجمهور، وكالعادة مازال نجوم الغناء والكوميديا يحققون الإيرادات الأعلى، ومن جهة أخرى حافظت السينما المغاربية على رصانتها وجودة افلامها، على الرغم من قلتها، وحققت المهرجانات العربية الكبرى، على شاكلة: "قرطاج"، و"القاهرة"، و"مراكش"، و "الجونة " نجاحا طيبا.
 وبدا المشهد السينمائي العالمي في العام 2018، حافلا بالأحداث والمفاجآت، فمن مجموع   260 فيلمًا سينمائيًا انتجتها هوليوود، خلال هذا العام، ثمة أفلام حققت نجاحا كبيرا وايرادات ضخمة، وأخرى فشلت، وشهدت فعاليات توزيع جوائز" الاوسكار"، و"كان"، و"برلين"   احتجاجات تخص التحرش الجنسي ضد النساء وتهميش الفنانين السود عنصريا.
وحققت الأفلام المستقلة التي انتجت بميزانيات صغيرة نجاحا وايرادات كبيرة، أبرزها: " المكان الهادئ" للمخرج جون كراسينسكي، و" العصيان" من اخراج سيباستيان ليليو، و" الإصلاح الأول" للأميركي بول شريدير، انا شخصيا شاهدت عشرات الأفلام، التي انتجتها السينما الأميركية في 2018، وتصنف من الروائع، على شاكلة تحفة الاخوة كوين "انشودة باستر سكوريجس"، و "كلاككزمان" للمخرج الأسمر سبايك لي، فضلا عن رائعة المخرج الأميركي المكسيكي الأصل الفونسوا كوران "روما".
ولم تعد استوديوهات هوليوود الضخمة، تسوق أفلامها ذات التقنيات المهولة والمؤثرات المبتكرة؛ وتداعب مخيلة جمهور الشباب والمراهقين، ما أدى الى وتراجع إيراداتها، وتحولت الى شركات مدينة، فبتلعتها شركات التكنولوجيا والبث الإلكتروني؛ مثلما فعلت شركات"نيتلفلكس"، و "أمازون"، التي استحوذت على سوق الأفلام المستقلة.