سكايب يُعيد إلينا النجوم!!

الرياضة 2020/05/18
...

علي رياح
في مقابل الغسيل الرديء الذي تمّ نشره في أماكن متفرقة من برامجنا الرياضية الرمضانية ، فإن ما يُسجَّـل لهذه البرامج أنها أعادت إلينا طيورنا المنسية في داخل الوطن ، أو المهاجرة في الدنيا الواسعة!
على الشاشة الرمضانية وفي أوقات متأخرة من المساء ، أو مبكرة من الصباح ، أطلـت علينا وجوه افتقدناها طويلا ، بعد أن جرى إهمالها لسنوات ، وتمّ إسقاطها من حسابات الإعلام الرياضي العراقي الذي كان يتعامل معها وكأنها صفحات مطوية أو يجب أن تطوى من تاريخ الكرة العراقية .
والعجيب في الأمر أن السباق المحموم الموتور نحو نشر تفاصيل لا تتلاءم مع مكانة الشهر الفضيل وطبيعته ودعوته إلى التسامح ، أنتج لنا هذا السباق - في وجهه الآخر - براعة لا تنكر في اقتفاء أثر النجوم الذين غادروا ذاكرة الكثير من جمهورنا الرياضي الذي عاش من قبل إبداعاتهم ، بينما لم يتمكن الجيل الحالي من الاستمتاع بلمحاتهم وإبداعاتهم ، فالكثير من أبناء هذا الجيل لم يكونوا قد ولدوا حين كان أي من هؤلاء اللاعبين يصول في الملاعب ويجول في ميدان النجاح ، يتساوى في ذلك اللاعبون الذين أهملناهم وهم ما زالوا يعيشون بيننا لم يتحركوا شبرا واحدا عن مساحة العراق ، ولم تتسلل أفكارهم إلى خارج الحدود ، مع أولئك الذين حتّمت ظروفهم حمل عصا الرحيل والتجوال في بلاد الله أرض الله!
اللافت تماما خلال الأيام الماضية أن الجيل الحالي من جمهورنا الرياضي الذي يجيد لغة التواصل عبر شبكة الإنترنت ونجاحاتها في الابتكار ، عرف أسماء كان يسمع عنها ، ولم يرها ، ولهذا أكثر الجمهور استخدام تقنيات النت للبحث عن ماضي هؤلاء اللاعبين والنبش في صفحاتهم الثرية ، وهذه (إصابة) موفقة سجلتها البرامج لنفسها ، فلقد أعادت اكتشاف بعض اللاعبين بذكرياتهم وأوجاعهم ولهفتهم للحديث عن أنفسهم! لكن هذه الميزة التي حققتها البرامج الرياضية الرمضانية ، لم تمر من دون أن تترك في أنفسنا أثرا مؤلما ، فهنالك الكثير من الجراح التي أعيد فتحها من جديد ، ولم أكن أرى مسوّغا أبدا لهذا الفعل ، إلا إذا كانت هنالك نيّة مبيّتة لإثارة الجمهور واستدراجه لتحقيق أعلى نسبة من المشاهدة ، ولو على حساب رفع وتيرة التعصب وحتى العداء بين جماهيرنا الكروية التي لم يعش بعضها أحداثا جرت قبل عشرين أو ثلاثين سنة ، وقد أعيد طرحها على نحو يسيء إلى العلاقة بين الجمهور نفسه ، فقد وقع بعض مشاهير الكرة عندنا في الفخ وتحدثوا في ما نراه محظورا أو ممنوعا أو لا يجب الاقتراب 
من وتقليبه!
أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي فعلها المؤثر الرائع في تقريب المسافات بل واختزالها بيننا وبين وجوه الأمس ، ولكن هناك حرص في بعض الأحيان على امتطاء هذه الوسائل والذهاب بها وعليها بعيدا عن مدلول الشهر الفضيل ومعانيه الإنسانية 
الخيّرة العميقة!!