الاقفال تفتح بالأفكار

ثقافة 2020/05/19
...

 
حميد حسن جعفر
 
 
الحمل خارج الرحم يلملم بضائعه في الجانب
الآخر من البحر، يبدو كجردل ممتلئ بالبيض المخفوق
بالبيكماودر، من ذا سيغادر حاسة الثعلب مقتنعا بالعمى؟ والنسوة
اللواتي برائحة النعناع يرتبن الرصيف، يمسحن
عن اغصانه ما علق بها من دخان، ومن رائحة غير زكية، 
على أيديهن تين وتوت
وظل كثيف يشبه مزارع اقترحتها البلاد، 
وأشاد بها الفلاحون، كثيرا ما أعلنوا
وما زالوا يعلنون عن اهتماماتهم بقانون الإصلاح الزراعي، وبأصابع شبه
مبتورة يشيرون لإقطاعيين ما زالوا
ومنذ أكثر من ستين عاما ورائحة ثاني أوكسيد الكاربون يلون ملابسهم بالخريف، 
البحر فرقدنا، لم نشتم اسماكه، وما تركنا قواربه خارج الماء، 
تحت قمصاننا يحاول أن يلتقط ما يشبه الأسف، 
ليشهد كيف ينهض الغرقى، وهم يشيرون للمشتبه بهم، 
كان البحر فرصتنا لنشهد الصباح، من الحكمة أن يعلن أي منا، 
إنْ كان قد شاهد أو كلم، أو لاحت له حشود من تلكم النسوة، 
أنْ يعلن أنه قد شاهد أو كلم، أو لاحت له غابة من الريحان، 
أن يؤكد لشبان لطيفين، أن ما يقع خلف الغابة هي ورش لصناعة آلات دقيقة للنور، 
ومكائن كأنها نهار في ريعان شبابه، وكانت البلاد جريئة، 
كما المجندين في ان يرفسوا الحروب، كما يرفس لاعب
كرة القدم حظه العاثر في عدم تسجيله هدفا من فرصة مؤاتية، 
منذ كم يحدث هذا، 
أن يخفت صوت البغضاء، وتبدو باسقة علامات بزوغ قمر الأنثى، 
الكارثة أن بعض الخمرة صديقة، عالم ابيض، لا جدران، 
اقفال تفتح بالأفكار، سيحاول الآخر أن يقول: إن لا جردل في الآخر، 
وما من جانب آخر للبحر، فنكون في حكم اللازم، 
أن يحمل كل منا وهما انه الجردل، 
ليس من المهم أن يكون خاليا أو ممتلئا بما ينسب
لمخفوق البيض مع بيكاربونات الصوديوم، 
سأقول: صباح الخير أيتها الغابة، وأن كنت على شكل كرسي، 
أو اريكة، أو حتى على شكل تابوت، 
لا سواك من يستحق أن يحتضن العالم
كما تحتضن العتمة الفتيان، وهم يتلصصون على الصباح، 
ليتعقبوا وقع خطوات النعناع على الماء، 
ما من إطراء بحق البضائع، تلك فراشة تلوذ بالفرار، 
مجموعة اوتيلات مفترسة، حروب يدخلها الصبيان عزابا، 
ليجدوا أنفسهم آباء وقد أنهكت المعارك قمصانهم التي زينتها المياه بالقوارب والغرقى، 
وأبدلت زوجاتهم بالفزاعات، وأمراض سوء 
التغذية، 
وها هم يسترون أجهزتهم العاطلة بالانتصارات، على أمل
أن تترك مجانية الحرب بعض ممتلكاتهم من الصداقات ليتقوا الوقوع باليقين، 
نحيفا كان العالم كقصبة مربوطة لكرة حديد تهبط مسرعة نحو البحر
ليبتعد عما يشبه الجردل المليء بالرائحة تلك،
(هذا ما حدث عندما انكمشت الحياة قبل خمسة آلاف عام، قبل أنْ يسرق اللصوص العشبة، 
ومنذ خمسة آلاف عام واللصوص ذاتهم يسرقون المتفرجين، حين يطفئ السيرك
 الأنوار).