المجتمعات تعاني أزمة غذاء عالمية

اقتصادية 2020/05/19
...

عبد اللطيف ظاهر ترجمة: مي اسماعيل
يقول الخبراء إن العالم لم يواجه من قبل حالة طوارئ تتعلق بالجوع كهذه، إذ قد تؤدي لمضاعفة عدد البشر الذين سيعانون جوعا فعليا الى نحو 250 مليونا بحلول نهاية السنة الحالية. 
توزيع المعونات والطعام
يعيش سكان "كبيرا" (أكبر الضواحي الفقيرة بالعاصمة الكينية نايروبي) بالفعل ظروف فقر مدقع، وتسبب حظر التجوال بسبب وباء كورونا بزيادة عدد الجائعين، فحدث في ذلك الحي مؤخرا تدافع بين السكان الجائعين أثناء توزيع معونات من الطحين وزيت الطعام، خلّف قتيلين وعددا من الجرحى. 
أما في الهند فيصطف آلاف العمال مرتين يوميا ليحصلوا على وجبة من الخبز والخضار المقلية دفعاً للجوع، وفي ارجاء كولومبيا تعلق الاسر الفقيرة خرقا وأعلاما حمراء على نوافذها، اشارة الى أنهم جائعون، اذ تقول باولين كاروشي من نايروبي، (التي فقدت عملها بصناعة أكسسوارات الزينة، وتعيش في غرفتين مع طفلها وأربعة أقارب آخرين): "لا نمتلك نقودا وعلينا أن نعيش، وهذا يعني التقليل من الطعام".
 
الفقراء أكثر تضررا
جلبت أزمة فيروس كورونا الجوع الى ملايين البشر حول العالم، فاجراءات الاغلاق الوطنية والتباعد الاجتماعي، قادت لنضوب مسارات العمل والمدخولات، ومن المحتمل أن تعطل نظم الانتاج الزراعي وطرق توزيع الامدادات، تاركة الملايين قلقين إزاء كيفية الحصول على ما يكفي من الطعام. 
أطلق البعض تسمية "المُعادِل" على كورونا، لأنه أصاب الفقراء والاغنياء على حدٍ سواء، ولكن بقدر تعلق الامر بالطعام تنتهي تلك المساواة، إذ أن الفقراء (ومنهم أعداد كبيرة من شعوب الدول الاكثر فقرا) الذين يعيشون الجوع الآن، هم الذين يواجهون فعليا خطر المجاعة،  اذ تقول آشا جعفر (متطوعة تجلب الطعام للأسر الفقيرة بضاحية "كبيرا" الكينية بعد حادثة التدافع القاتل): "كان فايروس كورونا أشياء كثيرة، لكنه ليس "مُعادِلا" كبيرا، بل لعله كشف الستار عن التفاوت الطبقي وفضح مدى عدم المساواة في هذه الدولة". 
 
نقص غذائي حاد
أما عارف حسين كبير خبراء الاقتصاد ببرنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة، فيرى أنه علاوة على نحو 135 مليون انسان يواجهون نقصا غذائيا حادا، فان جائحة كورونا طرحت احتمالية أن يضاف لهم نحو 130 مليون جائع آخرين خلال العام الحالي، وبالمجموع العام يقدر عدد من سيُدفعون الى حافة التضور جوعا بحلول نهاية العام الى نحو 265 مليونا، يقول حسين: "لم نر شيئا كهذا من قبل، إذ لم يكن الموضوع متيسرا كبداية، لكن الامور وصلت الآن حدا غير مسبوق ولا يمكن التكهن بنتائجه". 
 
معاناة تقييد الحركة
من المرجح أن اللاجئين وساكني مناطق النزاعات سيكونون الاكثر معاناة، فكان لحظر التجوال والقيود على الحركة تأثير مدمر بالفعل في المدخولات الضئيلة للمهجرين في اوغندا واثيوبيا، وفي توزيع البذور ومعدات الزراعة بجنوب السودان، وتوزيع المعونات الغذائية بجمهورية افريقيا الوسطى، كما قادت اجراءات الحظر بالنيجر (التي تؤوي نحو ستين ألف لاجئ فروا من الصراع بجمهورية مالي) لارتفاع باسعار المواد الغذائية، وفقا لبيانات لجنة الغوث الدولية، الى جانب ذلك هناك المتضررون بالجوع بسبب وباء كورونا من اللاجئين السوريين، الذين وعدوا بتلقي الغذاء من منظمات الغوث لكنه لم يصل بعد. لمواجهة الازمة قامت بعض الحكومات بتثبيت اسعار الغذاء لمنع ارتفاعها، وقدمت الغذاء مجانا ووضعت خططا لتوزيع المعونات المالية بين الاسر الفقيرة، وأخذت بعض المجتمعات الامر على عاتقها بجمع التبرعات عبر منصات التواصل الاجتماعي لشراء الوجبات الغذائية للأسر المحتاجة.
 • موقع "ذا أتلانتك"