قيادي سوداني يكشف: دولة ساومتنا بـ «الدقيق» لمقاطعة قطر
قضايا عربية ودولية
2018/12/26
+A
-A
الخرطوم / وكالات
تتواصل الازمات التي تعانيها الشعوب العربية نتيجة الصراعات والحروب وميزانيات الدفاع التي استخدمت لشن الحروب عوضا عن اشباع اطفال البلدان العربية الذين شكلوا اسوأ ازمة انسانية شهدها العالم هذا العام، وفي وقت يستعد فيه العالم لاسدال الستار على ويلات عام 2018 بما شهده من حروب على امل أن يكون عام 2019 عام سلم ودعم للمنظمات الانسانية وتضميد الجراح العربية ، دعا البابا فرنسيس امس الثلاثاء الى نبذ الجشع والاكثار من العطاء ليحيا الجميع بكرامة في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات في السودان وتونس على تردي الخدمات ودعوة لاصلاحات اكثر لخدمة الطبقات الفقيرة.وبينما تشير دعوة البابا الى التعاون والسلام ذكرت «السودان اليوم» أن القيادي في حزب المؤتمر الحاكم محمد مصطفى الضو، كشف عن أن دولة لم يسمها عرضت على بلاده مساعدتها في معالجة أزماتها مقابل قطع العلاقات مع قطر وتركيا وإيران.
وأفادت الصحيفة بأن الضو نائب رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، قال إن بلاده تلقت عروضا من إحدى الدول بمدها بالدقيق والوقود، مقابل قطع علاقاتها مع قطر وتركيا وإيران من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وفي سياق تفويت الفرصة على مروجي الشغب قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية بابكر الصديق محمد الأمين إن الوزارة أطلعت المجموعات الدبلوماسية بالخرطوم على الأحداث التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي.
وأوضح محمد الأمين في بيان، أن الوزارة أطلعت المجموعات الدبلوماسية التالية: العربية، الأفريقية - الآسيوية والأميركية - الأوروبية، كلا على
حدة على أسباب الضائقة الاقتصادية التي تشهدها البلاد ومساعي الحكومة لتجاوزها.
وأشار البيان إلى أن «الحكومة تتفهم دواعي احتجاج المواطنين على نقص بعض المواد الأساسية وارتفاع أسعارها، وقد تعاملت السلطات المختصة بطريقة حضارية مع الاحتجاجات السلمية، حسب البيان، لكن عندما جنحت بعض هذه الاحتجاجات للتخريب والنهب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإحراقها كان لابد من التصدي للمخربين والمندسين وفقا للقانون، إذ تم ضبط عدد من هؤلاء ويخضعون الآن للتحقيق وسيقدمون للمحاكمة».
وأوضحت وزارة الخارجية أن الأوضاع الأمنية الآن هادئة في كل أنحاء البلاد.
وأعرب رؤساء البعثات الأفريقية والآسيوية، وفقا لما ذكره بيان وزارة الخارجية السودانية، عن تضامن وتأييد بلدانهم للسودان في جهوده الرامية لتجاوز الصعوبات الاقتصادية، وذكر بعضهم أن ما يجري في السودان حصل في بلاد متقدمة وتم التعامل معه بذات الطريقة.
خبر رئاسي
الى ذلك غادر الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بعد ساعات قليلة من خطابه الذي رد فيه على الاحتجاجات التي اجتاحت مدناً سودانية عديدة.
ونشرت وكالة الأنباء السودانية «سونا» تقريرا، تحدثت فيه عن مغادرة البشير للخرطوم، وانتقاله إلى مدينة «ودمدني» .
وأشارت إلى أن البشير كان يرافقه عدد من الوزراء في زيارته لولاية الجزيرة، التي افتتح خلالها عددا من المشاريع التنموية والخدمية.
كما قالت إن الرئيس السوداني عقد عددا من اللقاءات الجماهيرية في الولاية، بمشاركة والي الجزيرة، محمد طاهر إيلا.
وقالت الوكالة السودانية إن البشير استهل جولته بمشاهدة عرض لعدد من المشروعات التنموية في الولاية، التي بلغت 292 مشروعا تنمويا وخدميا في مجالات الصحة والتعليم والطرق والكهرباء والمياه والبنى التحتية والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية والقطاع الاقتصادي، بتكلفة وصلت إلى 2.9 مليار جنيه سوداني.
وكان البشير قد وجه خطابا إلى الشعب السوداني، امس حذر فيه من «الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط» في أول تعليقات علنية له في اليوم السادس من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العاصمة الخرطوم.
وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) إن البشير اجتمع مع مساعديه الأمنيين، ونقلت عنه قوله إن الدولة مستمرة في «إجراء إصلاحات اقتصادية توفر للمواطنين حياة كريمة».
وقال البشير، إن الدولة ماضية بإصلاحاتها الاقتصادية، وحذر المواطنين من الالتفات لـ»مروجي الشائعات».
كما حذر الرئيس السوداني «من الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط، ووعد بإجراءات حقيقية تعيد ثقة المواطنين في القطاع المصرفي».
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن البشير تأكيده استمرار الدولة في إجراء إصلاحات اقتصادية توفر للمواطنين حياة كريمة.
وبهذه المناسبة، أكد الفريق أول صلاح عبد الله محمد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني «على أن أمن وسلامة المواطنين السودانيين وممتلكاتهم خط أحمر”، لافتا إلى «احترام الجهاز لحق التعبير السلمي».
وفي سياق الاحتجاجات منعت قوات الأمن السودانية محتجين من الوصول إلى القصر الرئاسي في الخرطوم.
وقالت وسائل اعلامية إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، لمنع المحتجين من التقدم نحو القصر الرئاسي في العاصمة السودانية.
وأشارت مصادر صحفية إلى أن المحتجين كانوا يستهدفون الوصول للقصر الرئاسي، من أجل تقديم مذكرة تطالب برحيل الرئيس السوداني، عمر البشير، عن الحكم. لافتة إلى «وقوع مناوشات بين متظاهرين ورجال الشرطة بجوار مسجد الخرطوم الكبير».
وقالت مصادر صحفية نقلا عن الاحتجاجات التي خرجت ويقودها مهنيون إن «الشرطة والأمن تفرق تجمعات المحتجين باستخدام القنابل المسيلة للدموع».
ويواجه السودان صعوبات اقتصادية ساهمت بتدهور الأوضاع المعيشية في البلاد.
وتتواصل الاحتجاجات في السودان منذ منتصف الأسبوع الماضي، حيث كان أول من خرج إلى الشوارع سكان مدن القضارف وعطبرة.
واندلعت الاحتجاجات التي تخللتها أعمال شغب، على خلفية ارتفاع أسعار الخبز، فيما تعاني بضع مدن سودانية منذ أسابيع نقصا حادا في الخبز، ويقف السودانيون في طوابير طويلة أمام المخابز.
دعم عربي
بدورها أعلنت دولة الكويت استعدادها لتقديم الدعم المالي للسودان لمساعدته في تخطي الأزمة الاقتصادية التي يواجهها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية بابكر الصديق في بيان، إن وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد استقبل في مكتبه في الخرطوم السفير الكويتي بسام القنبدي، حيث نقل الأخير رسالة من القيادة الكويتية تؤكد فيها وقوفها إلي جانب السودان وتبدي استعدادها لتقديم الدعم الذي يحتاج اليه
السودان.
وكانت الخارجية السودانية قد استدعت الأحد الماضي سفير دولة الكويت لدى الخرطوم بسام القنبدي للاحتجاج على تحذيرات أصدرتها دولته لرعاياها ودعتهم لمغادرة السودان وعدم زيارته بسبب الاحتجاجات الجارية في عدد من المدن السودانية منذ الاربعاء الفائت.
احتجاجات في تونس
وتزامنا مع احتجاجات السودان اندلعت احتجاجات في مدينة القصرين ومدن أخرى غربي تونس، في أعقاب إقدام الصحفي عبد الرزاق زرقي على إضرام النار في جسده، ما أسفر عن
وفاته.
وأفادت وكالة «رويترز» نقلا عن شهود عيان بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في القصرين، الذين أقاموا متاريس وأحرقوا إطارات السيارات في الشوارع.
وذكرت إذاعة «موزاييك أف أم» التونسية أن الشرطة في القصرين ألقت القبض على 3 محتجين، مشيرة إلى أن المشاركين في الاحتجاجات أغلقوا عددا من الطرق ورشقوا رجال الأمن بالحجارة.
كما أفادت «موزاييك أف أم» بأن عددا من الشبان في مدينة سبيطلة في ولاية القصرين أضرموا النار في إطارات مطاطية وأغلقوا الطريق الرئيسية في المدينة، فيما توجهت وحدات أمنية إلى عين المكان لفتح الطريق.
ويأتي ذلك بعد أن أقدم المصور الصحفي بقناة تلفزيونية عبد الرزاق زرقي على إضرام النار في جسده وسط ساحة الشهداء في القصرين احتجاجا على سوء الظروف الاجتماعية، وتوفي في وقت لاحق متأثرا بحروقه البالغة.
دعوة باباوية
وبينما يستعد العالم للاحتفال بأعياد الميلاد المجيد انتقد البابا فرنسيس أمس الاثنين «الجشع والشراهة» في يومنا هذا، ودعا الناس في عظة الميلاد إلى أن تشغل «المشاركة والعطاء» حيزا أكبر في حياتهم.
وقال راعي 1,3 مليار كاثوليكي في العالم أمام آلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان: «لقد أصبح الإنسان جشعا وشرها».
وأضاف: «يبدو أن الامتلاك والامتلاء من الأشياء هو بالنسبة لكثيرين معنى الحياة».
وتابع: «جشع لا يشبع يخترق التاريخ، وصولا إلى مفارقات اليوم، عندما يقيم قلائل المآدب وكثيرون لا يملكون الخبز ليحيوا».
وقال البابا إن مولد المسيح أشار إلى طريقة جديدة للعيش: «لا تلتهم ولا تدّخر، بل شارك واعط».
وشدد أنه «ينبغي علينا أن نتخطى قمة الأنانية وألا نسقط في الاستهلاك».
وسأل البابا «هل أحتاج فعلا لأمور كثيرة ولوصفات معقدة لكي أعيش؟ هل يمكنني أن أتخلى عن العديد من الأمور الفائضة لأختار حياة أكثر بساطة؟».
والبابا الذي بلغ الـ82 بداية الشهر، قدم رسالته السادسة إلى «المدينة والعالم» امس الثلاثاء بمناسبة عيد الميلاد أمام الحجاج المتجمعين في ساحة القديس بطرس في
الفاتيكان.