رواية {موت الأم}

ثقافة 2020/05/22
...

بغداد/ مآب عامر
 
صدر حديثاً عن دار أمل الجديدة، رواية بعنوان "موت الأم" للروائي حنون مجيد، جاء الكتاب في (263) صفحة من القطع المتوسط، وضمت الرواية (21) فصلاً، اكتفى مجيد بترقيمها فقط.
يسرد الراوي في مقطع بداية الرواية، قائلاً عن لسان بطله: (أمي رحلت.. رحلت قبلها بعام أم سمير.. رحيلها السريع بالداء الخبيب الذي أصاب غددها اللمفاوية، وامتد سلسلة من عقد على محيط رقبتها منع الهواء عن رئتيها، وأثار هلع أهل باب الشيخ وحزنهم العميق.. لقد هبّوا لنقلها الى مشفى عدنان والكاظمية، ولكن دون جدوى، فالنار انتشرت في الهشيم ولم يعد بوسع أحد وقفها.. إذ مع أول محاولة جراحية لفك الحصار عن رقبتها توقف قلبها.. قلبها الكبير صديقي خالد).
وتقول شخصية من شخصيات الرواية في صفحة أخرى: (هذا العمر الذي قضيته مع والدي لم يعرفني على حقيقته، غموضه يكمن تحت مباشرته، وعمق نظرته الخضراء يغوص تحت بشرته الفاضحة البيضاء، ومثلما لا سكون في نظرته كذلك لا سكون في حركته، ولولا دقائق القيلولة التي يطفو فيها على نوم خفيف، لآمنت بكلامه كلياً عما يدعوه بـ "عار النوم" وضياع الساعات فيه).
وفي مقطع آخر، يقول مجيد ففي سرده للرواية: (لا الشتاء أمطر مطره ذاك من جديد ولا الربيع جاء بمطر ثقيل، لا المرأة قبلت برد مظلتها إليها ولا أنت تخلصت منها. تشعر بأخذة تتولاك بعصف تعيد المطر ذاك إلى جسدك، وأنت تمشي في شارع معتم بلا مظلة. سمتك غائب في حضور سعاد وليلى في ملابسه يضيق بها هذا الشارع العريض، ولا يستطيع أن يحل عقدتها خفق هذه الريح. واذ تضغط عليك أكثر فأكثر صورة زوجتك، تتهرب من ألمك وتطمئن نفسك بسلامة قلبها، ثم تتخفف قليلاً من "ذنبك" معها، كلما طرقت سعاد الرصيف القريب من محلك وألقت تحيتها عليك.. لم تلمس المظلة، لم تغير موقعها لكي لا تتحول إلى ذنب كبير في نظرك تتداركه مرة بالإخفاء ومرة بتغيير الموقع. المظلة من صديق وعهدها انتهى ومفعولها كذلك، أو هكذا مضى يصور لك خيالك، ثم أنها مدثرة بملابس كثيرة، وما يراه البصر يخفى على البصيرة).
وللأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق حنون مجيد سيرة أدبية وفكريّة وأكاديميّة ضخمة، فهو روائي وقاص عراقي من مواليد 1939 وحاصل على بكالوريوس في التربية وعلم النفس، ومارس التعليم لأكثر من ربع قرن في مدارس ميسان وبغداد، وشغل مناصب ثقافية عديدة منها مسؤول الصفحة الثقافية في جريدة طريق الشعب العراق وتحرير سلسلة الموسوعة الثّقافية في دار الشؤون الثقافية العامة.. قدم مجيد عبر مشواره الابداعي العديد من الأعمال الروائية منها المنعطف، مملكة البيت السعيد، المدونة الرقمية، وكذلك له العديد من المجاميع القصصية، منها الخيانة العظمى، أجنحة السنونو، تاريخ العائلة، الطائر، والبحيرة وغيرها من الأعمال، كذلك الأعمال المسرحية، وقصص الأطفال، كما وترجمت العديد من قصصه إلى العديد من اللغات مثل الانكليزية، والفرنسية، والألمانية،
والروسية.