قصيدة المغامرة

ثقافة 2020/06/01
...

بغداد/ مآب عامر
 
صدرت حديثاً عن دار الشؤون الثقافية مجموعة شعرية بعنوان (أغنية رأسي) للشاعرة ابتهال بليبل، وجاءت في    104صفحات من القطع المتوسط، ضمت 17 قصيدة ومن عناوينها (المتجر، ربطة عنق، متسولة، الزقاق الضيق، جريدة البارحة، سلم الذاكرة وغيرها). 
في قصيدة أغنية رأسي، والتي تحمل عنوان الكتاب  استعانت فيها بليبل بعبارات من قصيدة مظفر النواب، تقول فيها: (هذه الدبابة.. تقتنص بمدفعها نغمة رأسي/ وأنا.. لا انتبه جيداً/ لصوت أغنية "رديلي الفرح رديت"/ وأفكر.. بمرايا غرفتي/ المرايا التي تسقط وتتكسر دوما../ وبمصير الذي أستطاع صمته أن يُسمعني "تايه ولعكَود تدور"/ وأحاول أن أبعد عن رأسي فكرة الجدار الذي يربي الشروخ/ وكيف يلقي بالمسامير بلا مبالاة../هذا الجدار..لا يمنع الصوت المخيف من الدخول ليْ/ ليخبرني أن لا شيء هنا غير المسامير../ كأنّ يداً عاطلة تمسك بها، بيّ/ اليد التي لو أمررها على شروخ قلب/ جَفَل من "معضد باب يبجيني"/ يخبرني بأن لا شيء سأسمعه/ سوى الزجاج المتكسر بعد ارتداد الدبابة عند إطلاق القذيفة).
 أما في قصيدة المدخنات، فتقول الشاعرة في بعض منها:(المدخنات في غرف سرية/ أو الباحثات عمّا تبقى في علب لسجائر/ تُركت تحت المصابيح الباردة/ غير مدركات أنّ أيامهن كانت تُصوب/ مثل مسدس بيد مرتعشة على مسافة عالقة بهستيريا من الدخان بين أحمر الشفّاه والسجائر/ الرصاصات مغطاة بالمطاط، كوسيلة، لفض التمرد/ والرفض في أزقة، عارية/ عاجزة عن رصد جثث الفتيات الُمهرولة بلا عباءات/ توارب أصابعهن المُشتعلة مع الجدران/ في دخانها، البيوت كانت، تشبه زنازين عابرة للوجوه/ لا يمكنّني الإصغاء في الأجواء الخانقة/ إلاّ إذا تكرّرت الأحاديث بأصوات عالية- وقد لا يحدث ذلك- عندما ينفد صبري/ ويتراجع جسدي، خطوات للخلف/ مقطوعة الأنفاس، ألملم في بيتي.. / غرفتي، الثياب المعانقة لجهة ما/ رافعةً فساتيني خارج اللحظة، إلى حيث لا يطالها المكوث/ ولا يقوى على احتساب مرات غيابها
المتواصل). 
وفي جزء من تقديم الناقد والشاعر حميد حسن جعفر للكتاب يقول: (قصيدة المغامرة التي لا يعرف القارئ بتعدد مستويات ممتلكاته القرائية لم يستطع أن يحدد نهاياتها، إنها القفزة الحرة، وعلى هذا القارئ أو ذاك أن لا يكون الأحجام والتردد بوصلته للوصول إلى الأرض، أو البقاء معلقا في فضاء المرأة/ الشاعرة وان ابتعدت بعض الشيء عن طرح انوثتها كمعادل موضوعي لمحمولات القصيدة، ورغم هذا لم يكن موقع قدمي الشاعرة خارج القصيدة، إنها تتماهى مع الحس الإنساني للمرأة، لا أريد أن أقول أن بليبل تتصف بالشجاعة، رغم توفر هكذا حالة، لا تهور في الأمر حين تطرح وجهات النظر الخاصة بالإنسان بعيدا عن الجنس والمتع، ربما هو القلق الذي يدشن وجوده المتميز داخل النص النسوي الذي تقوده في هذه اللحظة ابتهال بليبل مع مجموعة من الشواعر، هل كانت الشاعرة بليبل تمثل فسحة حياتية بعيدا عن المتداول من الشعرية العراقية
والعربية؟).