مهمتنا الأصعب.. التعايش مع كورونا!

الرياضة 2020/06/02
...

علي رياح
 
العالم من حولنا يتجه إلى التعايش مع (كورونا) . وهذا ليس خبراً مبتكراً أدّعيه لنفسي أو اكتشافاً أعيد طرحه هنا، وإنما أصبحت المعطيات الاجتماعية والاقتصادية وكذلك الصحيّة تدفع بهذا الاتجاه، بعدما أيقن الناس في كثيرٍ من بقاع العالم أنَّ المواجهة مع الوباء ستطول، وأنَّ الافتقاد إلى مصلٍ حاسم أو علاج شافٍ وافٍ مكتمل الملامح والتأثير، سيدفع حتماً إلى (تقنين) الحياة والسماح بالكثير من الممارسات اليوميَّة التي كانت معتادة قبل ظهور الوباء وتفشيه، مع وضع ضوابط صارمة لا سبيل إلى التغاضي عنها أو القفز فوقها حفاظاً على ما يتبقى من الصحة البشريَّة!
أعيد فتح العديد من المطارات، وبوشر بالفعل بترتيب الرحلات، وقد رأيت أنَّ دولاً عدة تطلُّ على البحار قد فتحت شواطئها أمام الناس خلال الأيام الماضية، مع الاشتراط بتطبيق آلية (التباعد الاجتماعي)، ويضاف إلى ذلك شرطٌ لا حياد عنه لدى دخول الأماكن المغلقة أو الاقتراب من التجمعات وهو ارتداء الكمامات وتطبيق هذه الشرط على نحو صارم إنْ لم نقل قاسياً!
وكما رأينا من معطيات، خلال الأسبوع الماضي، فإنَّ عجلة الرياضة ستدور ولو بالقدر الذي يحجب الجانب الجماهيري.. البوندسليغا الألماني استؤنف وهو مستمر من دون مشكلات أو حوادث طارئة حتى الآن. وخلال هذا الشهر ستنطلق الدوريات الأهم على امتداد المعمورة وهي الليغا والبريميرليغ والكالتشيو وفقاً لمواعيد تمّ الإعلان عنها..
وفي يقيني أنَّ المباشرة في تنفيذ استحقاقات الموسم في ألمانيا وإسبانيا وإنكلترا وإيطاليا وهي الدول التي تضرّرت كثيراً من تبعات كورونا، تبعث برسالة واضحة العنوان والمفردات والمعنى إلى المجتمع الكروي في العالم، مفادها أنَّ الحياة لا بدّ أنْ تعودَ ولو على نحوٍ تدريجي، وأنه لا يمكن تجميد مفاصل الكرة في أهم أربعة دوريات على امتداد العالم، مع التشديد على صرامة الإجراءات الصحيَّة، وهي جزئيَّة على جانبٍ كبيرٍ من الأهمية سنرى مدى تطبيقها على أرض الواقع مع عودة المباريات الدوريَّة التي ينتظرها العالم بشغف لا نظير له!
ولأننا جزءٌ من المنظومة الكرويَّة في العالم، ولأنَّ المواجهة مع (كورونا) ستطول وسط هذه التضحيات الجـسيمة التي تقدمها طواقمنا الطبيَّة الشجاعة وكذلك الكثير من أبناء شعبنا، فإنَّ المطروح الآن أمام الهيئة التطبيعيَّة لاتحاد كرة القدم – بالاستناد الى رؤية حكوميَّة واضحة – أنْ تقرر مصير الموسم الكروي الحالي، وأنْ تضع في الحسبان كل المخاطر الناجمة عن استئناف الدوري، في الوقت الذي نرى العالم من حولنا يستعيد نبضه الكروي، وهذه هي المعادلة الشاقـّة والعسيرة التي تواجه الهيئة اليوم، ولكنْ في ختام الأمر لا بدّ من توجهٍ واضح، ولا بدَّ من قرارٍ يأخذ بكل المعطيات من أجل ألا نترك الحبل على الغارب، ونترك مجتمعنا الكروي نهباً للافتراضات والتوقعات والتقوّلات!ـ