خالد جاسم
معظم القرارات التي اتخذها اتحاد كرة القدم بنسخته التطبيعيَّة ما بعد التفويض الدولي، تكادُ تصب في مجرى الإصلاح والانتقال الى الحالة الأفضل في العمل وآلياته كما يتداوله مناصرو الاتحاد، وعندما نشير الى تلك المقررات من دون الخوض في مضامينها فلأنَّ مرحلة العمل الجديد تستوجب مثل تلك الخطوات والتدابير التي من الممكن أنْ تشكل قاعدة عمل صحيحة للمستقبل المنظور وتركيز الجهود والأموال وتسخير الزمن في صالح الهدف الأسمى والأهم وهو صناعة المقومات والركائز التي استند عليها تفويض (الفيفا) وهي المهمة الأساس في عمل الاتحاد من دون السباحة في قنوات وجداول فرعية أخرى تشتت الجهود وتبعثر الأموال وتبدد الزمن وتضيف مزيداً من السوداويَّة على الواقع الكروي وتضع المستقبل على طريق (ذهب مع الريح).
وفي الجانب الآخر يرى معارضو الهيئة التطبيعيَّة أنَّ لا جدوى من الحديث عن التفاصيل التي رسمتها الأخيرة وحققت خطوات متقدمة فيها على صعيد تشكيل اللجان والنظر في مصير مسابقة الدوري وغيرها، لأنها وفق تفسيرهم تتعدى نطاق الصلاحيات وفضاء العمل الممنوح لهم بموجب التفويض الدولي الذي يرى فيه هؤلاء أنه يجب أنْ يقتصر على تحقيق النظام الداخلي بتعديلاته من جهة وتوسعة الهيئة العامة من جهة أخرى، ويتهمون التطبيعيَّة بإهمال هاتين المهمتين الضروريتين وإبحارها بقارب العمل في سواقٍ وجداول فرعيَّة مثيرة للجدل لأنها ترتكز على مبدأ الولاءات وتقسيم الكعكة وفقاً لهذا المبدأ، وبعيداً عن اجتهادات المناصرين والمعارضين وكل منها يحمل الكثير من الصوابيَّة والدقة في التشخيص.
أجد أنَّ تركيز الجهود على إنجاز النظام الداخلي أولاً وتوسيع الهيئة العامة ثانياً كفيلان بتبديد كل سحب الاتهامات والشكوك وتمنح الهيئة التطبيعيَّة مباركة وإشادة الوسط الكروي. وفي هذا الإطار وبحسب معلوماتي الشخصية فإنَّ الخبير الكروي المعروف أحمد عباس الذي لا يختلف على مهارته وخبرته إثنان، فضلاً عن رصانته قد أنجز كتابة النظام الداخلي بالكامل حتى قبيل استقالته من العمل أميناً للسر قبيل تولي الهيئة التطبيعية مهامها الرسميَّة، وكنت أتمنى ولا أزال إعادة الاستعانة بهذا الرجل خبيراً أو مستشاراً للاتحاد بغية استثمار مهارته وخبراته المتراكمة في العمل على صعيد تحقيق المهام والأهداف الرئيسة في عمل الهيئة التطبيعيَّة وفي مقدمتها بالطبع النظام الأساسي وإعادة توصيف الهيئة العامة.
إنَّ مقررات اتحاد الكرة يجب ألا تكون سلعة استهلاكيَّة في سوق الإعلام، كما نتمنى ألا تكون فورة حماس تزامنت مع تدشين الهرم القيادي للكرة العراقية واجباته ومسؤولياته ولو في حدود التفويض الدولي المؤقت، والأمر المؤكد انَّ ما رصد من سقوف زمنيَّة ومتابعات جادة سيحيلها الى ميثاق عمل يحتاج في قوادم الأيام المزيد من الإضافات والتعزيزات التي تضع نهايات حاسمة لمرحلة اللا استقرار والتذبذب في مستويات الإنتاج طالما أنَّ أنظار الجميع من محبين ومتربصين تبقى شاخصة نحو حصاد الحقل حتى لو لم تكن ثمرات الحصاد منسجمة بالكامل مع حسابات البيدر، لأنَّ الأهم هو العمل ثم العمل وإنْ طال الصبر والانتظار.
ــ