قرارٌ آخر مثيرٌ للجدل اتخذته الهيئة التطبيعيَّة مؤخراً المتمثل بإلغاء منافسات الدوري الكروي الممتاز للموسم الحالي الذي حُدِدَ له موعد افتراضي سابق لانطلاقه خلال شهر آب المقبل، وجاء قرار الإلغاء على ضوء رغبات إدارات عددٍ من الأندية التي وجدت في هذا القرار ضالتها لأسبابٍ ربما مادية وفنية وأخرى مرتبطة بجائحة كورونا، هذا الوباء الذي قلب موازين الحياة رأساً على عقب.
بغداد/ إحسان المرسومي
وبينما رأى عددٌ من المدربين أنَّ القرار جاء صائباً في هذا التوقيت، أبدى البعض منهم امتعاضه منه موجهين سهام النقد لأعضاء التطبيعيَّة التي أذعنت لإرادات الأندية.
وأعرب مدرب فريق الزوراء عن أسفه للقرار الأخير التي اتخذته الهيئة التطبيعية الخاص بإلغاء الدوري الممتاز بكرة القدم. وقال باسم قاسم في تصريح لـ (الصباح الرياضي): «يؤسفني أنَّ هذا القرار وبعيداً عن مسألة التأجيل فإنه يشعرني كمدرب بالخذلان بعد أنْ تفاءلنا خيراً حتى الى وقتٍ قريب بوجود الهيئة التطبيعيَّة التي جاءت لترسيخ النظم والقواعد وضمان مستقبلٍ مشرفٍ للكرة العراقيَّة، إلا أنَّ ما حدث يجعلنا حقيقة قلقين على
الرياضة العراقيَّة».
وتساءل قاسم: «هل أنَّ قرار الإلغاء جاء لأسبابٍ فنيَّة أم ماديَّة أم صحيَّة؟، فإذا كانت الأسباب فنيَّة فأنا لا أعتقد أنَّ هذا القرار جاء لصالح الكرة العراقية التي ينتظر منتخبها الوطني مباريات مهمة ضمن التصفيات المزدوجة ويتوجب على اللاعبين أنْ يكونوا في إطار الجاهزية التامة ولياقة بدنية عالية حتى يتمكنوا من تكملة
المشوار بنجاح».
منوهاً بأنَّ «الدوري الجديد حتى وإنْ انطلق في أيلول المقبل، إلا أنَّ ذلك لا يتيح للاعبين الذين سيخوضون بعض المباريات ويلتحقون بالمنتخب الإعلان عن استعدادهم الكافي لما تبقى من مباريات مهمة، وأنا متأكد أنَّ اية كبوة مقبلة لأسود الرافدين – لا سمح الله - حينها سيضعها المدرب
على شماعة الإلغاء».
وتطرق مدرب النوارس الى الأسباب الصحيَّة، قائلاً: «بالرغم من أنَّ المقارنة بين العراق وبعض الدول الأوروبيَّة صحياً فيها نوع من الإجحاف، مثل انكلترا التي سجلت لديها الإصابات في آخر إحصائية 240 ألف إصابة إلا أنها حددت موعداً جديداً لاستئناف الدوري في أقرب وقت، وكذلك فعلت دولٌ أخرى مثل ألمانيا واسبانيا وايطاليا، بيد أنَّ العراق لم يصل الى هذه الأرقام وكان بالإمكان العودة الى الحياة تدريجياً بعد دعوات نسمعها من هنا وهناك في إمكانية التعايش مع الوباء وفق شروط صحيَّة محددة كانت قد أعلنت عنها في وقت سابق خلية الأزمة التي سمحت في بداية الجائحة بإجراء المنافسات من دون حضور جماهيري وتطبيق أعلى درجات الانضباط والتعليمات الصحيَّة».
مشيرا الى أنَّه «إذا ما أردنا أنْ نقارن العراق بدول الجوار فها هي إيران سوريا اللتان تمران بظروف ربما أصعب من ظروفنا إلا أنهما عاودتا أنشطتهما ومنافسات
دورييهما».
وختم باسم قاسم حديثه بالقول: «للأسف أذعنت الهيئة التطبيعيَّة لإرادة عددٍ من الأندية التي كانت تفكر فقط بالنواحي الماديَّة وكيفيَّة التوصل الى تسوية ماديَّة مرضية مع لاعبيها، وتناست الهيئة نفسها اتفاقها السابق مع عددٍ من مدربي فرق المقدمة خلال لقاء سابق، ما أعطى انطباعا للجميع أنَّ قرار التطبيعيَّة الأخير لم يكن قراراً مركزياً».