(يا نهار أزرق.. زيزو تاني)؟!

الرياضة 2020/06/08
...

علي رياح
يقولون في الأمثال الدارجة والمتوارثة (يخلق من الشبَه أربعين).. وقد سَـلـّمت تماماً بموثوقيَّة هذا المثل حين أعاد سيد إبراهيم عبد السميع اكتشاف ما كنت قد اكتشفته بنفسي من قبل!
كنت في زيارة قريب لي في محل النجارة الخاص به حيث يعمل (سيد) ابن الشقيقة مصر مساعداً له، حين أطلق الأخير صَيحة مُدوّية دونما نـُذر أو مقدمات: إيه اللي جابك؟ هو انته ورانا ورانا؟!
حاصرتني صيحة النجار المصري طيب القلب، وأخذتني المفاجأة على حين غرّة.. كنت أتوقع أنني المقصود بالجملة الساخطة وبهذا النهار الأزرق، قبل أنْ أستفهم في عتب شديد..
- ماذا يجري يا سيد؟ ومن جعل نهارك أزرق؟!
- أنا باعتزر يا أستاز علي.. زيزو ده بيطاردني في كل حتة!
- ألف بعد الشر عليك.. مين زيزو ده؟!
- أهوه.. قدّامك.. بص كده على الشاشة!
استدرت نحو شاشة التلفزيون، وكانت ذات النتيجة التي سَبقتُ غيري في الوصول إليها بسنوات.. كان الزميل العزيز الإعلامي غانم نجيب عباس يقدّم حلقة من برنامجه الشهير (1- 2- 3) وفيه يُبسّط الألعاب الرياضية ومفرداتها وقوانينها للنشء الجديد، أما (زيزو) الذي كان سيد إبراهيم يتحدث عنه ساخطاً، فهو نجم الكرة المصرية الأسبق عبد العزيز عبد الشافي، وسبحان الله! فدرجة الشبه بين زميلنا الإعلامي المرموق والنجم الأهلاوي شديدة، ولا تكاد تجد فرقاً في ملامح الاثنين، وقد كنت قبل ذلك قد أخبرت الزميل غانم بهذا الشبه العجيب لدى أول لقاء جمعنا في دنيا الصحافة، ثم كتبت عن ذلك ونشرت صورة الاثنين (المذيع واللاعب) ضمن تحقيق خاص في (مجلتي) عام 1988 حين كنت مشرفاً على الصفحات الرياضية في دار ثقافة الأطفال!
ثم راح سيد الزملكاوي المتعصب بدرجة شديدة يحدثني عن الآلام التي تركها لاعب الأهلي عبد العزيز عبد الشافي في نفسه، وروى قصصاً كثيرة، واستغرق طويلاً في المواقف التي كان فيها (زيزو) سبباً في آلام مبرحة للزملكاوية. وقد استثمرت مساحة البوح الإنساني هذه لكي أشاطر الزملكاوي في جزئية من هذا الشعور، فعبد العزيز عبد الشافي كان أحد نجوم المنتخب المصري الذي انتزع منا كأس فلسطين في بغداد عام 1972 بعد خسارتنا الموجعة (1 - 3) في المباراة النهائيَّة، وقد ذكرتْ مجلة (المصور) المصرية في يومها أنَّ زيزو أصرّ على حمل الكأس واحتضانها خلال المسافة كلها بين بغداد والقاهرة، ثم عاد اللاعب ذاته بعد سنتين في تونس ليسهم إسهاماً كبيراً في خسارتنا أمام مصر في نهائي النسخة التالية من بطولة كأس فلسطين!!
أما (النسخة) العراقيَّة من عبد العزيز عبد الشافي، وأعني بها الزميل الدكتور غانم نجيب عباس، فكان كثيراً ما يجد الإحراج لهذا الشبه العجيب، خصوصاً حين كنا نسير سوية في منطقة المربعة بشارع الرشيد، وكنا نفاجأ بهرولة الأشقاء المصريين، وخصوصاً الأهلوية، نحوه للسلام عليه والتقاط الصور معه، سواءً توهموا بأنه النجم الكروي المصري أو أدركوا بعد تفرّس شديد في الملامح أنه النجم التلفزيوني العراقي!