علاء فهد
مع أي انخفاض بمستوى الأسعار العالمية للنفط، يتأثر حال الاقتصاد العراقي وتتخلخل موازينه، ويرتفع ضغط الموظفين والمتقاعدين خوفا على رواتبهم ومكتسباتهم، لكون الريعية هي سمة الاقتصاد العراقي، ويبدأ التشاؤم والتحليل الاقتصادي لكل شرائح المجتمع، بدءا من البقال وبائع الخضرة، الى التاجر والفلاح، والكل يترقب ويتابع بورصة أسعار النفط، ويبدأ برفع الأسعار ويسأل عن سعر الدولار بالرغم من أنه لا يتعامل به إطلاقاً.
ومن هنا تجدر ملاحظة أننا نتبع أهواء ورقصات أسعار النفط على أصوات طبل منظمة أوبك، ولا نفكر بحلول تريح وجع رؤوسنا وارتفاع ضغطنا، بل نبدأ بالبحث عن مسكن يهدئ القلق من دون البحث عن علاج دائم .
هل يعقل أن نستمر بهذا القلق ولا نبحث عن حل جذري، برغم ان اقتصادنا يمتلك مقومات وموارد مالية وطبيعية يمكن ان تجعله رائدا ومتطورا في كل جوانبه..
المعاش اليومي للموظف البسيط اليوم مهدد وغير مستقر، والمتقاعد قلق من عدم صرف معاشه، وهذا يرافقه عدم استقرار في السياسة المالية والنقدية، ووجود احتجاجات وتظاهرات ووباء كوروني قاتل.
من يمتلك شفرة الحل الخوارزمي لمتلازمة النفط وأسعاره، ومن يمتلك علاجا لمعالجة ارتفاع ضغط الدم الذي اصبح صفة ملازمة لكل عراقي يعيش في ارض السواد ويشرب من مياه دجلة والفرات، ولا ياكل مما زرعت يداه، وينتظر بضائع دول اخرى لتبادله واردات نفطه بغذاء رمقه، وان انقطع هذا التبادل التجاري تقطعت به السبل واستمر ارتفاع ضغط الدم.
هنا علينا أن نتجه الى تفعيل قطاعاتنا التي يمكن وصفها بالنفط الدائم، والتي تغنينا عن التأثر الكبير بمطبات الازمات الخارجية.