دمشق / وكالات
بينما تنفض سوريا غبار الحرب عقب القضاء على الارهاب بمساندة دولية واسعة اعلنت دول عربية عدة عودة العمل في السفارات السورية واعادة البعثات الدبلوماسية لمزاولة عملها على الاراضي السورية في وقت تتواصل فيه العمليات الامنية من قبل القوات السورية لفرض الامن وتفويت الفرصة على من يحاول تعكير الامن في البلاد، وبهذا الشأن أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أن قواتها دخلت مدينة منبج شمال البلاد قرب الحدود التركية، ورفعت العلم الوطني فيها.
وذكرت القيادة العامة للجيش السوري في بيان أصدرته امس، أن هذه الخطوة جاءت «انطلاقا من الالتزام الكامل للجيش والقوات المسلحة بتحمل مسؤولياته الوطنية في فرض سيادة الدولة على كل شبر من الاراضي السورية واستجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج» .
في غضون ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره في بريطانيا، نقلا عن «مصادر موثوق بها» بأن العشرات من عناصر القوات الحكومية من الذين وصلوا مؤخرا إلى تخوم منبج بدؤوا انتشارهم على خطوط التماس بين الوحدات الكردية والقوات التركية.
ويأتي بيان القيادة العامة هذا بعد وقت قليل من توجه «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تشكل العمود الفقري لـ»قوات سوريا الديمقراطية» بدعوة رسمية إلى حكومة دمشق لفرض السيطرة على منبج، في ظل التهديدات التركية بالتدخل في شرق الفرات.
وجاءت هذه التطورات على خلفية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سحب قوات بلاده من سوريا.
بدورها رحبت الرئاسة الروسية باستعادة الحكومة السورية سيطرتها على مدينة منبج شمالي البلاد قرب الحدود التركية، التي كانت خاضعة خلال السنوات الأخيرة لسيطرة الأكراد. وشدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحفي، على أن دخول القوات الحكومية إلى منبج ورفع العلم الوطني السوري فيها يمثل من دون أدنى شك خطوة إيجابية ستسهم في استعادة استقرار المنطقة.
عودة جديدة
بدوره أكد وزيرا خارجية روسيا والأردن على ضرورة التوصل لحل سياسي وإنهاء الأزمة السورية، واستعادة سوريا لدورها في منظومة العمل العربي المشترك.
وشدد سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، على أهمية أن تلعب الدول العربية دورا إيجابيا لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن الهدف الرئيس والنهائي من الجهود المبذولة في إطار مسار أستانا هو القضاء على الإرهاب، وإنشاء ظروف ملائمة للعيش بأمان لجميع مكونات الشعب.
وذكر لافروف أنه ناقش مع نظيره الأردني الوضع في سوريا وضرورة احترام سيادتها، وكذلك الوضع حول مخيم «الركبان» واللاجئين السوريين في الأردن.
بدوره أكد وزير الخارجية الأردني ضرورة إنهاء «الكارثة والأزمة» في سوريا، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونا وتنسيقا مع روسيا.
نشاط دبلوماسي
وفي مسعى لعودة سوريا الى نشاطها الاقليمي والدولي شيئا فشيئا بعد دحر بؤر الارهاب أعلنت السلطات البحرينية، امس الجمعة، استمرار عمل سفارتها لدى سوريا، لافتة إلى أن السفارة السورية في العاصمة المنامة تقوم بعملها المعتاد. وجاء في بيان صدر عن الخارجية البحرينية: تحرص مملكة البحرين على استمرار العلاقات مع سوريا.
وتعتبر البحرين ثاني دولة (بعد الإمارات) من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، تعلن عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت، أمس الاول الخميس، عودة العلاقات مع سوريا وعزت ذلك إلى حرص أبوظبي على استقرار سوريا ووحدة أراضيها.
في السياق نفسه ولأول مرة منذ ست سنوات، استقبلت تونس الخميس أول رحلة جوية مباشرة من سوريا بالتزامن مع إعادة الإمارات فتح سفارتها في دمشق.
وذكرت مصادر محلية تونسية أن الطائرة حطت في مطار الحبيب بورقيبة الدولي في المنستير وعلى متنها «160 مثقفا سوريا».
وقال رئيس الجالية السورية في تونس طلال حسن: إن الرحلة تأتي في إطار مبادرة اجتماعية طرحت منذ نحو شهر، ولقيت استحسانا من السلطات التونسية.
ويتزامن وصول الطائرة مع توجه عربي عام لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد قطيعة دامت ثماني سنوات.
استانا جديدة
في الوقت نفسه أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، امس الجمعة، أن قمة الدول الضامنة لعملية أستانا بشأن سوريا ستعقد في روسيا أوائل العام المقبل.
وقال بوغدانوف للصحفيين: «حان دورنا لاستضافة قمة الدول الضامنة، أعني رؤساء تركيا وإيران وروسيا. ينبغي أن تعقد في الأسبوع الأول من العام المقبل، هذا يتوقف على جدول أعمال الرؤساء».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف: إن وزراء الدفاع والخارجية لروسيا وتركيا سيعقدون مباحثات في موسكو اليوم السبت: «سيحضر وزراء الدفاع، ووزراء الخارجية، وممثلو هيئات أخرى، بما في ذلك ممثلا الرئيسين المختصان بالتسوية السورية».