كاظم الطائي
دبت حركة الملاعب الرياضيَّة في بلاد الله الواسعة تباعاً وأطلق دوري الألمان العنان لمبارياته المتبقية من دون حضور جماهيري وعاد الليغا الاسباني للدوران مجدداً رافضاً دعوات ختامه وإعلان بطل النسخة الحالية مثلما فعلت اتحادات أوروبية ومن الأميركيتين وافريقيا وآسيا، وأقيمت لقاءات ساخنة ضمن بطولات الكأس الإيطاليَّة أمس وأمس الأول بينت المتأهلين لنهائي المسابقة.
سيناريوهات جديدة شاهدناها في الإطلالة الحالية لمباريات كرة القدم في ألمانيا واسبانيا وإيطاليا وانكلترا وبقية البلدان التي منحت الضوء الأخضر لمواصلة لقاءات معشوقة الجماهير في كل مكان من أهم بنودها خلو ملاعبها من اللاعب رقم 12 وابتكار الوسائل المشجعة على بث روح الحماس لدى اللاعبين والمتابعين عبر النقل التلفازي كان من بين مفرداتها تجهيز أصوات افتراضيَّة خلال المواجهات الرياضيَّة تدعم حركة اللعب وتسعى لتعويض المحرك الأساس الغائب عن المشهد بقرارات صحيَّة فرضتها إجراءات الحد من وباء كورونا.
لمسات فنيَّة دخلت على خط عدم تواجد الجماهير في الصروح الكرويَّة حرص فيها المنظمون على إضفاء أجواء اعتدنا على مشاهدتها من قبل في ملاعب احتضنت نحو تسعين ألف متفرج في دوريات متقدمة ونصف هذا العدد في بلدان المعمورة التي تتنفس برئة المستديرة وجدت نفسها أمام غيابٍ قسري دفعت المعنيين الى الاستعانة بفنانين وتقنيين لوضع لوحات على المقاعد الخالية توحي للناظر بأنهم في قلب الحدث.
صور الجماهير وأصوات المشجعين والموسيقى المصاحبة وزيادة عدد تبديلات أفراد كل فريق في المباريات الى أربعة والالتزام بالمعايير الوقائيَّة وغيرها من مظاهر جديدة عممها الفيفا وابتكرتها الاتحادات الوطنيَّة كانت أبرز ما أسفرت عنه اللقاءات المنضوية لمسابقات رياضيَّة تنتظر إتمام آخر التزاماتها لهذا الموسم بعد أنْ تأخرت أسابيع عن موعدها المقرر في ظل تداعيات جائحة عالميَّة هزت البشريَّة وغيرت الكثير من المفاهيم والممارسات.
هل عاد اللاعبون للملاعب بكامل عافيتهم وأناقتهم وفنهم ولياقتهم بعد انقطاع دام لأشهر؟ الجواب لا يحتاج الى تفسيرات وتأويلات جراء عدم انتظام اللاعبين في وحدات تدريبيَّة متكاملة والاهتمام بتمرينات فرديَّة وأخرى فرقيَّة متباعدة أظهرت زيادة في وزن الكثير من اللاعبين وتناقص منسوبهم اللياقي والمهاري وهذا ما كانت عليه الحال في لقاء نصف نهائي كأس إيطاليا بين يوفنتوس واي سي ميلان الذي انتهى سلبياً ونقل الأول للنهائي بفضل تعادله الإيجابي في اللقاء الأول، إذ ظهر الدون كريستيانو رونالدو بوضعٍ غير مريح وفقد التركيز في مرات عديدة وأضاع ركلة جزاء، وكذلك الحال لزميله ديبالا بالرغم من حرصهما على الحفاظ على مستوياتهما قبل الجائحة.
يا ترى كيف سيكون حال لاعبينا وهم بلا تدريبات مقنعة وأسدل الستار على دورينا بقناعات أهل الاندية والعد العكسي يتسارع وأمام منتخبنا الوطني مهمة ليست سهلة وهو سيقابل هونغ كونغ في عقر دارها وكمبوديا وإيران في آخر لقاءات المرحلة الحالية من التصفيات الموندياليَّة وأمم آسيا؟.