النازلون من أسطح الخديعة
الطارئون على غيمةٍ من فراغ
القاتلون لكلّ خضرةٍ لم تنمُ على أطراف ثوب القرى
هم وحدهم
يسوّرون المدن بالرصاص
ويوجهون البنادق لأفواه العسل
كي لا تكون للخلايا قدرة المكوث
يخنقون الماء بالدخان
ويطوقون عنق المدنٍ بالكتل
حتى إذا ما تنفّس الربيع
أوجعوه بالبارود وكتموا ضحكة الأطفال
كلّ شيء يضيع من الفيحاء
إلّا اسمها
تشير لمن خذلها انهم الفارون من وجه الشوارع
عادوا يتنكّبون المكر في الأقوال
ويعدّون الخسارات الكثيرة في الخفاء ليلوّنوا الأرصفة بالكذب
وحين يمرّ الكبار والأطفال.. يقولون لهم
تلك آثارنا
نحن من قتلنا الوهم بصراخنا
لندافع عن حوريات المعابد
ولم ينتبهوا
إن أصواتاً من بعيد
من جنوب الآه الكبرى
من وسط المعنى المسوّر بالضياع
من شمال القصيدة الموزّعة بالحصى
صنعوا ينبوعاً
كلّما رمى أحدهم دلواً كان الماء شهيداً
وكلّما سحب الحبل للارتواء
كانت أصابع الأمهات تغني مثل الشموع
والحناجر تتلو آهاتها بحبر من آياتٍ كبرى
لا شيء من الأشجار سوى العصافير
لا شيء من المدن المقتولة سوى روحها
والعراق
لا شيء من الأنهار سوى ما ترتّب على الضفاف من جثث الجنود
لا شيء
سوى هذا الخوف الذي يتردّد في الأرجاء
إن السكون على القول
سيعيد المأساة من جديد
حينها سنخاف على الموصل من جديد
ونرنو الى سبايكر قد لا يكون بينهم وجه عريس
لم يتّصل بحبيبته قبل انبلاج موته
خرساء حتى الآن ضفة دجلة
تندب لحظة انها أودعت العرسان الى حتفٍ غير منون.
وأشجع الصارخين هم
الشهداء