وأنتِ ترممين الصورةَ الفوتوغرافية
بابتسامةٍ ابيضَ من وجه أمي
لا تنسَي أن تلوّني الفراغَ بيننا بلمحةٍ من الوقت الهارب
لا تطبعي على سحنتي الغريبة ملامحك
.. فأنا أخافُ من فضيحة الوشوم،
في المساء امضغ خجلي وأنا أوزعُ عينيّ الزائغتينِ على فضائكِ الناصع، أحاول أن أدونَ مساماتِكِ على شفاهي وهما يُربّتانِ على جنتكِ .
الدقائقُ السبع حملنني محطاتٍ عظيمةً في متون الذاكرة ،
وفؤوساً تكسر فوضى الأفكار في رأسي .
يُتعبني عصفورُ المعنى في القصيدة ..
يجعلني أطاردُ صوركِ المتناثرة في سموات الدقائق السبع .
ها أنا أجلسُ وسطَ المسافةِ بينك وبين اسطنبول
فالمدينةُ الطاعنة في الزرقة ، فشلتْ في إخفاء بياضكِ المتناثر فوق جسدي .
كما فشلتِ أنتِ في إخفاءِ حُمرة أذنيك وأنا أعبث بهما .
الفشلُ الأكبر يا جنتي .. يكمن في خُذلان
الثورة.
*****
في الصباح .. أحاولُ أن اقنعَ أزميلي بأننا كنا ننحتُ على الضوء في ذاك الظلام القارس ..
أغمض عيني محاولاً استعادةَ التشكيل ، وامسحُ بطرفِ سبابتي على الأماكن التي لم يتمكن ازميلي منها ، فيتحول الضوءُ الأبيض فيها إلى الزهري .
هكذا يشيّع الصبحُ ليلتيَ المشمسة .
فالساعة اللا أدري كانت تركض أمامي ، تصهلُ مثل فرسٍ برية تائهة..
أغمض عيني مرة أخرى لأستعيدكِ وأنت بين بيني ،
أمده كي يغطي معظمك أحثه حتى يتعمَدَ جرجرة الحياد فيكِ .
لكنكِ تستدعينَ زمامك في كل لحظةٍ،
تربكين الأدرينالين وهو على بابِ الانفلات..
وتتمتمين بما لا ترغبيه وتكممين جوع العمر بحجة الاكتمال.
لاتتعجبي...
لم أتغيّرْ ..
لكن البحر يُفزّزه ذاك الفرس (الأشهل) وهو يداعب أثرُ الموج على الساحل .
*****
أجلسُ الآن إلى جانبِ صديقي الأفق،
أراقبه وهو يصفف شعر الشمس بأجنحة نوارس البسفور..
وبطريقة ساذجة يستأذنني أن أعِيرُهُ خصلاتٍ من شعركِ كي يعيد لها وهجها وهي على عتبة الغروب.
المحطة الأخيرة " للتراموي" تغرقُ صديقي الأفقً بالتائهين وتقطع جلستي السرية معه.
وإذا ما التهمتهم الطرقاتُ والأنطقة (الامكنة)
أدارَ وجهَهُ مرةً أخرى
ليستأذننَي
كي أعيرهُ خصلاتٍ من شعرك الذهبي ليعيدِ للشمسِ وهجها،
لكنها دونما إذنٍ تهبط خلفَ ظهرهِ تاركةً خطَهُ الأخرقَ عرضةً للظلام.
بصدى الوجوهِ المتقدمةِ نحوي
وبجزيل ألوانها
أفتحُ شباكَ عينيكِ الكافرتينِ بالألوان .
أطرق باب عينيكِ المقمرتين بصدى الوجوه المتقدمةِ نحوي
وبجزيل ألوانها
أسوقُ قدمي رفقةَ أحجارِ الرصيف القرمزية
اقرب ازميلي من الوجوه
بحثاً عن أنفكِ ال (متعنطز)
ولا مرايا تغوي ازميلي المرير
لكأن البلدان استفرغت جميع أعراقها في أرصفة هذه المدينة الطاعنة في
الزرقة،
واتكأت على أحجية الحلول في الأمكنة
وعندما أدركتُ سرها
أخبرتُ الذينَ كانوا يُطوِّفُونَ الليلَ على اطراف تنورةِ المَولَوِيّ بأني اكتشفتُ أنّ الكونَ كلّهُ كان معي وكلانا يدورُ حولَ مركزكِ.