خروجهُ مبكراً؛ زادَ فضولي، تابعتهُ بنظراتي من بعيد،
وممّا أثارَ اِنتباهي، طريقتُهُ في حزِّ رؤوسٍ متشابكةٍ، تعجبتُ...
كيف قطعها دون وجعِ قلب؟
والأنكى من ذلك ..
شَعَّ وجهُهُ بابتسامةٍ عريضةٍ كمنتصرٍ بتدحرجها على الارض
دون أن ترفَّ لهُ طرفةُ عينٍ؛
وفي آخر المشهد..
حَملَ بفرحٍ سنابُلَ
قمحِهِ ..
ومشى بثبات.
سعادةٌ
لمحتُها من بعيدٍ ، تَحِثُ خُطىً
مُسرِعةً كأُمٍ رَؤُومٍ تبحثُ عن وحيدها
المفقود ، أمسكتُ بِها ، ذكَّرتني بحَليبِ
أُمّي ، لكنها تَفَلَّتتْ ! حاولتُ كُرَّةً أُخرى ؛
إنبرتْ لي ورشَقتني بِسؤالٍ :-
أَعراقيةٌ أنتِ ؟
أَجل ... وبي شوقٌ
إليكِ !
رَدّتْ بجفاءٍ :-
لستُ من أجلكم ، جِئتُ
أنثرُ الفرحَ !
نخاسة
طحنتها عاداتٌ زائفة، استسلمتْ خاضعة،
لاكها المرض بأسنانٍ نهمة،
اقترب منها من كان يعشقها حد الوله،
سبقه إليها القدر.
أناة
تَصَلَّبَ مَعَ الشَدائِدِ، قَطَّعُوهُ؛
أنجبَتْ بُرعُما آخرَ، احتَضَنَتْهُ...
لطالما اتَّكَأَتْ على مَنْ يَذُودُ عَنها،
بَيدَ أنّ الرِّيحَ تَعصِفُ في الوادي..!