اقتحمت زهراء غندور عالم السينما من اوسع ابوابه، بعد ان اسند لها المخرج محمد الدراجي دور البطولة في فيلم " الرحلة " لتبحر غندور برحلة عالمية، تطوف خلالها دولاً عديدة وتحصل على جوائز عديدة من مهرجانات عالمية مثل فوزها بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان السينما العربية بباريس هذا العام وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان مسقط السينمائي الدولي، فضلا عن ترشيحها لمهرجانات عالمية أخرى.
عادت زهراء غندور لتحط الرحال في بغداد، ولتكون بتماس مباشر مع جمهورها العراقي، وهي تشارك مع فيلم " الرحلة " في ايام السينما العراقية، الذي اختتمت فعالياته يوم الخميس الماضي، ونالت فيه غندور تكريماً من
المهرجان.
بعد انتهاء عرض فيلم " الرحلة " كانت لنا وقفة مع الممثلة زهراء غندور، التي تحدثت لـ" الصباح" قائلة:" كان يساورني خوف أثناء عرض الفيلم بمهرجانات ودول عديدة، وحصلت فيها على جوائز، ان تنتهي فترة العروض ولا تسنح فرصة مناسبة لعرضه في بغداد. مشاركة الفيلم بايام السينما العراقية، انهت هذا الخوف، وانا سعيدة جدا ان يشاهدني الجمهور العراقي، واكون الممثل الوحيد الذي يتم تكريمه في المهرجان، وانا جدا مسرورة ان القى التقدير في بلدي وبين جمهوري العراقي الذي عندي هو اهم جمهور".
تحديتُ نفسي
زهراء غندور القادمة من حقل الاعلام كمقدمة برامج، الى عالم السينما من اول دور لها تهز قناعة المشاهد وصناع السينما معاً باداء احترافي.. نترك الاجابة لها لتتحدث عن نفسها قائلة " هو تحدٍ كبير صنعته لنفسي، فأنا كنت اعمل في مجال اخر هو الاعلام، وعندما فكرت دخول السينما كنت في تحدٍ، اما ان اكون بمستوى عالٍ من النجاح أو لا ادخل هذه التجربة اصلاً ؟ ".
وتواصل غندور حديثها.. اعتقد أن هذا التحدي ساعدني، فكانت عندي فترة لبناء الشخصية، وايضا المخرج محمد الدراجي والعاملون بالفيلم بشكل عام ساعدوني على النجاح. واخذت فترة طويلة في كتابة الشخصية، لانني كاتبة الى جانب كوني ممثلة، لاسيما ان شخصية " سارة " التي اجسدها فتاة ارهابية وبعيدة عني ولا تشبهني، فتجردت من شخصيتي لادخل بهذا الدور، واحيانا اكون قاسية على نفسي.. اعتقد عملية التحدي بالفن مهمة جدا، لان الفن سمو ورؤية جمالية كونية، ولابد ان نرتقي لنمنح انفسنا والواقع جمالاً اكبر.
بغداد في خيالي
وبعد نجاحها في فيلم " الرحلة " انفتحت امام غندور آفاق سينمائية اخرى لتحلق معها في عالم النجومية العالمية، لتشارك في فيلم " بغداد في خيالي" للمخرج سمير جمال الدين، وهو سويسري من أصل عراقي، ومن انتاج سويسري بريطاني الماني، تقول عن دورها في الفيلم " دوري شخصية رئيسية لزوجة تضطر تحت ضغط ظروف قاسية، لها علاقة بزوجها، ان تغير هويتها وتسافر الى لندن، وتم التصوير في لندن، وكان لي الشرف ان امثل الى جانب الفنان هيثم عبد الرزاق والفنانة عواطف نعيم والممثل البريطاني المرموق واندرو باركن وممثلين اخرين من المانيا ومن دول اخرى.. كان لي الشرف ان اعمل مع ممثلين وخبرات غير عراقية تعلمت منهم
كثيراً.
لم اختفِ
قلت لزهراء : كنا نراك في بغداد بمناسبات متفاوتة، لكن عندما دخلتِ السينما، اختفيت وأين تقيمين الان ؟
اجابت " انا مقيمة في بغداد منذ العام 2011 ولم اختف، انما السينما تحتاج الى شخص صبور، حتى يعمل فيها، فيلم " بغداد في حياتي " تطلب منا بشكل متقطع سنة ونصف السنة، من أجل ان نعرض لمدة ساعتين، فالعمل بالسينما يحتاج الى وقت وانتظار وصبر وتعب من أجل ان يكتمل
الفيلم".
اوضحت زهراء بانها تحب السفر لانها تكتشف فيه مدناً جديدة، وتقول " بسبب السينما صرت اسافر أكثر، لان التصوير يتطلب منا التنقل من بلد الى أخر، فضلا عن الدعوات التي تأتينا للمشاركة في مهرجانات سينمائية.
كشفت غندور بانها انتهت من مشاركتها بدور ثانوي بفيلم بريطاني باللغة الانكليزية، وسيعرض العام المقبل على " chanal 4 " البريطانية.ويبدو ان غندور تهيئ نفسها لاقتحام العالمية، فبعد ان اتقنت اللغة الانكليزية ومثلت بفيلم بريطاني، تواظب منذ عدة شهور لتعلم اللغة الفرنسية، وبينت لنا انها ستقتطع بضعة شهور من العام المقبل لتطوير قابلياتها عبر تمرينات الجسد والصوت والتمثيل لتقول " امامي رحلة طويلة لابد ان استعد لها بشكل جيد ".