بابا نوئيل .. الصديق الوفي للصغار

اسرة ومجتمع 2018/12/29
...

اعداد: سها الشيخلي 
 
لطالما سعد اطفال مدن عدة في اعياد الميلاد المجيدة بصحبة صديقهم (بابا نويل) وهو يحمل لهم اكياسا من القماش بداخلها هدايا ولعبا وحلويات وظلوا ينتظرون ذلك الصديق الوفي الذي لم يخلف ميعاده ولا هداياه تلك، ذلك الرجل الذي يبدو بدينا ذا  الرداء الاحمر واللحية البيضاء الطويلة وتلك القسمات المرحة التي تضيء وجهه، انه رجل الاحلام الضاحك دوما والسعيد بفرح الاطفال بلقائه وبموعده  الذي لا  ينساه ولربما كان هو ايضا بشوق للقاء الاحبة الصغار . 
ويسائل بعض الصغار عن شخصية صديقهم بابا نوئيل هل هي حقيقية ام انها من وحي الخيال؟ 
انها شخصية تجمع بين الحقيقة والخيال فهو مزيج بين قصة القس(سانتا كلوز) الواقعية وبين بعض التطورات والمواقف الخيالية التي رواها البعض في غابر الزمان لا لشيء سوى لاسعاد الصغار بقدوم تلك الشخصية المحببة لهم اما الشخصية الحقيقية للقديس (نيكولاس) الذي عرف ( بسنتا كلوز) فهو أسقف إحدى المدن بالسويد في القرن الرابع الميلادى، وجاء لأم وأب جمعا من الثروة ما يكفيهما ويكفي أجيال من بعدهما، لكن ظلا فترة طويلة غير قادرين على الإنجاب، وكلما رزقا بولد مات قبل أن يتم سنة، حتى رزقهم الله فى النهاية بالقس “ نيكولاس” الذى عرف منذ صغره بالنباهة والذكاء والفطنة، وكان عالماً بأمور الدين منذ عمر 9 سنوات، وأخذ يتدرج فى الكنسية حتى أصبح “ قسا” في عمر 19 عاماً، ويقال ان الله أعطاه موهبة خاصة وهى شفاء المرضى بالنصوص الدينية ومن هنا ذيع سيطه بالخير والتعاون ومساعدة الناس.
أما عن الموقف الذى ربط اسمه بأسطورة “ بابا نويل” أب الميلاد حسب ترجمتها باللغة الفرنسية، فهو موقف إنساني قام به وأخذ يكرره في أشكال عدة، فبعد تعرفه على أحد الرجال الذين فقدوا ثروتهم الذى اضطر لبيع  بناته ورفض كل المتقدمين لهم للزواج ليستطيع العيش وتسديد ديونه، قرر أن يجمع له مبلغا من المال في حقيبة قماش صغيرة ألقاها داخل منزل الرجل دون أن يراه أحد، وبالفعل استطاع الرجل أن يزوج أبنته الأولى، وكرر “ سانتا كلوز” هذا الموقف مرة ثانية حتى زوج الرجل ابنته الثانية.
وظل هذا الأمر سرا، وتكررت تلك المواقف من قبل “ بابا نويل” كلما شعر أن هناك من يحتاج إلى مال أو هدية معينة ليحل مشكلته، وظلت هذه المواقف الإنسانية تحدث فى الخفاء حتى رحل القديس فى شهر ديسمبر، وكشفت قصة حياته ومن هنا خلدت الشخصية في عباءة بابا نويل .
وأما الصورة المعروفة “لسانتا كلوز” فقد ولدت على يد الشاعر الأميركي كليمنت كلارك مور، الذي كتب قصيدة الليلة السابقة لعيد الميلاد عام 1823، لرجل خمسيني ذي اللحية البيضاء الطويلة الغليظة والأنف المدبب والجسم المكتنز والوجه الأبيض المحمر .
ثم أضاف لها الرسام الأميركي الشهير توماس 1824 كونه شخصية أسطورية تأتي علي عربة من الماس يجرها زوج من الخيول ذات الأجنحة والتي تطير بالرجل من مكان لآخر ليلة رأس السنة ليوزع هداياه بين الأطفال. 
و”لبابا نويل” أسماء عدة تختلف باختلاف الدولة ففي الولايات المتحدة الأميركية يطلقون عليه اسم سانتا كلوز،وفي أستراليا يطلقون عليه أبو عيد رأس السنة،وفي  فرنسا البابا نوئيل وفي الوطن العربي بابا نويل، هذا الرجل الذي يجمع بين الاسطورة والحقيقة يفرح الاطفال ويسعدهم بهداياه وحبه فلماذا لا يتقبله البعض ما دام لا يؤذي اطفالنا 
الحلوين.