ليس كالمرأة مخلوق حظي بالتكريم والتقييم في شتى مجالات الحياة فهي الام التي عرفت بالمدرسة الاولى في حياتنا جميعا وهي الاخت والزوجة والصديقة والحبيبة تزن روحها بمكيال العطاء تجاه من يعاشرها.
وعلى الرغم من وضعها المتردي خاصة في المجتمعات النامية من حيث النظرة القاصرة تجاه وجودها وحضورها الانساني، لكن المجتمعات الصناعية وبعض من الدول المتخلفة كانت تنظر اليها فقط من الناحية
(البايولوجية -الفسلجية) وذلك بالتغاضي عن دورها الريادي باعتبارها عضوا فعالا يعطي اكثر مما يأخذ.
وعندما قال رسول الله وختم النبيين محمد صلى الله عليه واله وسلم (رفقا بالقوارير) لم يأت اعتباطا او من فراغ وانما لما عليه المرأة من وضع استثنائي يتعدى حدود الشكل الظاهري فالمضمون هو القصود، اذ ان وصف الرسول العظيم له عدة جوانب فبقدر ماهي قوية وصلبة في مواجهة الظروف الصعبة فأنها تحتاج لكلمات الحب والتقدير لتزيح بها ركام ما تتحمله من مسؤوليات قد تكون احيانا اكبر من حجمها الا انها بالتأكيد استطاعت تجاوزها وتثبت فاعلية اندفاعها في طريق البناء والخير والجمال....
هناك الكثير من الذين يبحثون قضية المرأة وتحررها بالمعنى الاعتباري للكلمة، لذا يمكن القول ان من اساسيات تحررها هو العامل الاقتصادي، بحيث تصبح في غنى عن مد يدها او ضعفها امام المغريات التي قد تحصل في مشوار حياتها ومع هذا فأن الكثير من النسوة نجحن في سلامة المعادلة بين واقعها المادي ومتطلبات وضرورات الحاجة.
ان تحررها الاقتصادي حتما سيتيح لها حرية الاختيارات ومن بينها اختيار الزوج او الانتصار على ماتحتاجه دون الحاجة الى من يقدم لها المساعدة مقابل مساومات رخيصة ليس فيها من الانصاف والانسانية لوجودها الانثوي. لكني فضلا عن الاعتراف بحقوق المرأة وحريتها وتحررها الاقتصادي لا اعني هنا بالحرية المنفلتة، فهي احرص بذاتها من اي كائن على صيانة كرامتها والحفاظ على مكانتها الاجتماعية بما ينسجم وسياقات المجتمع وتقاليده.
فالمراة كائن اسطوري تتجلى فيه معاني الحب والعطاء اللامحدود ان عرفنا كيف نتعامل معه وفقا لصيغة الند للند...وليس اقل شأنا...هي ذاتها المرأة المحاربة ضمن أطر معينة ويكفي انها سيدة بيت الى جانب عملها الوظيفي بقيادة اقسام ادارية مهمة ونجاحها ايضا بتولي مسؤولية وزيرة خلال عهود مضت في بلادنا، ومازلنا نطمح باستمرار تبوئها لهذه المناصب والمسؤوليات في سياق اي تشكيل وزاري.
واتذكر جيدا عبر لقاءاتي الصحفية كيف شغلت وظيفة قاضية لمحكمة الاحداث، حيث لم تأخذها في الحق لومة لائم. مع ماتغدقه من حنان يصب من قارورة عسلها على المحيط الذي تعيش وسطه.
لذلك ينبغي النظر الى المرأة نظرة التقييم الجاد، لاسيما بعد اثبات كينونتها بالفعل الايجابي في المجتمع فهي الشاعرة والروائية والمخرجة والمعلمة والاستاذة الجامعية والمهندسة التي رافقت الرجل ولا تزال في ميادين العمل التنموي والتربوي والصناعي والاعلامي ومن حقها على المجتمع بما اوتيت من ثبات وعناصر موجبة لتقييمها بأن تصبح امبراطورة للحب
الانساني.