حينَ يُجفف النهرُ شهقتَهُ ينحرفُ نحو جرف الكحل فيخدشُ عِصابتها ويلوذُ من فرطِ خيبتهِ بالشفتين. يتركُ وصيته تحتَ مخدعِها كعصارةِ ثمرةِ القول
تروضهُ ككذبةٍ تفرُ من لحائها.
تتساوى في مخدعها الدهشة والشهقة، الكابوس وأحلام اليقظة، دمع الحزن وجرح النهر الجاف،
زئير الغيمة وحشرجة الناي. سأكون مجافياً للموسيقى لو قلت:-
من عصارة الأعياد الدينية تتذوق أمي فرحتها
أكثر مما تستهويها مداعبة الأعياد الوطنية.
وتجيدُ الإصغاء لصوت داخل حسن
والملاية زهرة حين يُبلل الحزن، العباءات السود .
وعلى ذمة الورد
الأحلام السريعة الذوبان
وزفير المراعي متملقاً الغيم
ورقصة النايات في سكرتها الأخيرة
الرغبات التي تحيط بها الشتائم
سُرقت من رفوف الأمهات .
ومع كل اللحظات المنحرفة نحو الاستقامة
تبقين كأس نبيذي،
ونبيذ جروح الورد
وورود دائمة الصبر
وشفيعتي ان وسوس لي الرحمن
أن أتشرد في أزقة جناته
***
التقاويم الميلادية مسحت ضباب صحوتها
واكتفت الهجرية بمضغ رماد الخيبة ولم الشمل
والأيام تبرر ألوان لياليها السود .
خاوية محلات الشموع
وباقات الورد
وعصارته
وكراريس الأدعية.
هل رأيت أشباحاً تتقافز فوق قبور الفقراء؟
موشحة ثيابهم بالخرافة
يمنحونك مفاتيح الْجَنَّة
ويغرقونك في بحور الخمر
وأنت تتلظى في رمال المقبرة
***
تبتسمُ كملكةٍ تداري ارستقراطيتها حتى تحرق ضحكتها طبول
تهطل كذنوبِ الحربِ،
ناعمة، تغرس غيمتها في لثغة طفل
تتعثر بظلالِ ضحكته.
أيتُها النبية
الملكة ...
الشفيعة ... الأميرة ... الغيمة... الدفء ... الباسقة كأسرارِ لم تُقرأ، الشجرةُ المثمرةُ بالموسيقىْ، الصباحُ المرتجفُ من شقاوةِ الندىْ، القبلةُ التي تُروضُ خديَّ خلسةً،
كم أنتِ مضيئة وشفافة وبسيطة،
وكم أنا مشتاق أن تفتحي صندوقَ العائلةِ لنبتدئ الحبَّ من جديدٍ .
***
أيّها المعنى
لماذا الأجساد الباهتة
تقتفي الآثار الى المقبرة
وكل نفس
مقيدة الى عصف الريح
أو منسابة مع هبوب جميل؟