في استذكار الراحلين.. الرياضة تجسد الإنسانية ونبذ العنصرية

الرياضة 2020/06/28
...

قراءة: علي النعيمي 
 
تبقى الرياضة النافذة الكبيرة التي نطل عبرها إلى الانسانية وتسهم في توطيد العلاقات الاجتماعية وتنمية أواصر المحبة الروحية بين النجوم والجماهير، ذلك التعلق الفطري باللاعبين لا يعترف بحدود الجغرافية ولعل خير دليل على ذلك ما حدث من ردة فعل ومواقف عظيمة، بعد سماع نبأ رحيل الأسطورة احمد راضي، إذ وقف العالم حزيناً مذهولا امام هذه الفاجعة التي اقترنت بجائحة كورونا، وتوالت رسائل التعزية من اعلى الشخصيات والمؤسسات الرياضية.
 رئيسا الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا والآسيوي ارسلا برقية تعزية إلى أسرة اللاعب كذلك قدم اتحاد المرأة الدولي لكرة القدم (ويفا) أحر مواساته لأسرة أبي فيصل وقرر اطلاق بطولة ودية تحمل اسم احمد راضي، كذلك مواقع الاندية العالمية على غرار برشلونة وريال مدريد الاسبانيين ونادي الأهلي المصري، غردت بحزن على الفقيد وكتبت عبارات المديح والاشادة بمسيرته الحبلى بالبطولات والاهداف والإنجازات، دول الخليج تلقت طلباً عراقياً بتسمية بطولة خليجي 25 المقبلة باسم ساحر الكرة، التلفزيون البلجيكي بدوره يستذكر نجمنا الراحل ويعرض فيلما وثائقيا لمسيرته الكروية وبث لقطات من مبارياته في كاس العالم 1986، اندية الكرخ والزوراء قررت تغيير اسمي ملعبيهما واقترانه باسم أبي هيا، وبالتالي تحولت كرة القدم وما تحمله من ذكريات حزينة ومفرحة الى فضاء واسع للتعاطي مع المعاني الانسانية والوجدانية.
في موضوع إنساني آخر تحولت ملاعب العالم خلال الايام الماضية الى منصات مؤثرة لإدانة الممارسات العرقية وانعدام المساواة الاجتماعية وشجب انتهاكات البعض من رجال الشرطة حقوق المواطنين لا سيما السود منهم. الأندية الانكليزية لا تزال ماضية في حملتها ضد العنصرية والمتضامنة مع المستضعفين في العالم لا سيما بعد حادثة مقتل الاميركي فلويد ولسانها يختزل صراخات الملايين وهو يقول: " لقد طفح الكيل كلنا بشر". وأصبح اللاعبون والمدربون والاداريون يجثون على ركبهم لثوانٍ معدودة قبل ضربة البداية او اثناء التدريبات، احتجاجاً على العنصرية ضد أصحاب البشرة الداكنة وبتوصية من منظمة (Kick It Out) المناهضة للتمييز العنصري في الملاعب التي يتم تمويلها من قبل رابطة اللاعبين المحترفين الإنكليز والتي تم تأسيسها في العام 1907 بالإضافة الى رابطة البريميرليغ لتحقيق العدالة في القطاع الرياضي ولديها مقررات دراسية تدرس في العديد من الجامعات البريطانية المرموقة. لقد جسدت الرياضة أسمى معاني الانسانية في استذكار اللاعبين ورد الدين المعنوي لهم عبر الوقفات والاحتفاء بهم كذلك اطلقت الملاعب صرخة مدوية امام جميع المتطرفين لنبذ العنصرية لان معاني الرياضة راقية وتهتم كثيراً بتهذيب الاخلاق والسلوك البشري في التعامل والتشجيع وعدم ازدراء الأديان والكراهية ضد الأعراق والاجناس.