علي رياح
لا أدري لماذا يلاحقني الشعور بأن كثيرا من المبادرات (الداخلية) التي أعلن عنها أصحابها للتخفيف عن وزر المصاب لدى أسرة النجم الكبير الراحل أحمد راضي، لا تنطلق من قاعدة راسخة من القناعة أو الجدّية، وإنما تأتي من باب المزايدة أو التسويق في ظل حرارة الوجع الأليم الذي لحق بالأسرة، وبالعراق، وحتى بالأوساط الكروية والإنسانية المحيطة بنا والبعيدة عنا!
في المقابل، أجد أن الخطوات التي أعلنت عنها جهات وأشخاص عرب، تأتي من رغبة صادقة تنبع من جانب إنساني بحت لا غاية فيها للترويج و(الشو) الإعلامي.. وأسجّـل للأشقاء الكويتيين إعلانهم إقامة بطولة لبعض المنتخبات العربية ستقام في الكويت وتحمل بكل فخر اسم الراحل أحمد راضي، وقد كان الأشقاء صادقين تماما مع أنفسهم ومع الآخرين بالإشارة إلى أن البطولة ستقام بعد انجلاء غمّة وباء كورونا بمشيئة الله تعالى..
والمقارنة بين ما صدر من خطوات في الداخل والخارج، تعيدني إلى شكل آخر من المبادرات التي تمّت قبل رحيل النجم أحمد راضي وبعد أن ووري جثمانه الثرى!.
حين كان أحمد راضي في أشد الأوقات صعوبة خلال أزمته وصراعه مع هذا الوباء، تهافتت، أمطرت الدعوات إلى إنقاذه في عز الصيف!.. وبعض الشخصيات الرياضية والحكومية والإعلامية ربما تورّمت صدورها من كثرة الضرب عليها تعبيرا عن التعهد والتكفـّـل والإسراع بنجدة الرجل!.
كانت كلمة (سوف) أكثر ما تردد في التصريحات والمداخلات الهاتفية في البرامج الرياضية وغيرها.. سنعمل.. وسنفعل.. وسنصنع.. وسننقله إلى عمان.. وسنتكفل بطائرة خاصة مجهزة طبيا لتؤدي هذا الغرض على جناح السرعة!.
وليت هؤلاء اكرمونا بسكوتهم.. فنحن لم نقبض سوى الريح، ففي النتيجة مات أحمد راضي وحيدا في المستشفى في حين كان سقف الوعود يرتفع ليبلغ عنان السماء، والواقع أن روح النجم الخالد هي التي صعدت إلى السماء، في حين راح (أصحاب المبادرات الميتة) يبرّرون ويسوّقون لأسباب واهية حالت بينهم وبين تحقيق أي قدر من كلامهم المتكرر في كل مكان!.
وللإنصاف وتثبيتا للحق التاريخي، فإن شرار حيدر يُعدّ استثناء لا بدّ من التوقف عنده والإشادة به.. لقد رأينا خطوة تحويل ملعب الكرخ ليحمل اسم الساحر الجميل.. رأينا هذه الخطوة تتحقق فورا، ورأينا كيف تبارت بعض الأصوات في الانتقاص من هذه الخطوة.. فهناك من كان يعيب على الخطوة أن التسمية تأتي لملعب ليس عملاقا، وهذا لا يرتقي إلى مستوى أحمد راضي.. وهذا الكلام كان سيصدق لو أن الكرخ لديه ملعب عملاق وأظهر البخل في إطلاق تسمية الراحل الكبير عليه!.
مرّ أسبوع على رحيل صديقنا الطيب الخلوق الوديع المتسامح.. وكان بودّي أن ينتهي هذا الشلال المستمر من الوعود والمزايدات ومحاولة إظهار الأمر وكأنه عطف على أسرته وليس حقا أصيلا وموضوعيا لنجم كان صانعا للإنجاز والبهجة ورمزا عراقيا ستخلده الأجيال!