وزير الثقافة: إعادة جامع النوري والحدباء الى شكلهما الأصلي

ثقافة 2020/06/30
...

مينا العريبي
ترجمة: سناء محمود
بعد مرور ثلاثة أعوام على قيام عصابات "داعش" الإرهابية بتفجير جامع النوري ومئذنته الحدباء في مدينة الموصل، جدَّدتْ الحكومتان العراقية والإماراتية تأكيدهما على الالتزام بإعادة بناء هذا الصرح التاريخي الذي يعود بناؤه إلى القرن الثاني عشر.
إعادة البناء
صرح وزير الثقافة الدكتور حسن 
ناظم لـصحيفة "ذا ناشيونال": إنَّ "أفضل ردٍ على تلك الأعمال الإرهابيَّة المروعة هو إعادة البناء"، مضيفاً أنَّ "وتيرة العمل تسير بخطى جادَّةٍ ودؤوبةٍ لإعادةِ بناءِ مسجد النوري والمنارة الحدباء وكنيسة الطاهرة وكنيسة الساعة التي سنتابع إنجازها مع حكومة الإمارات".
وتعهدت دولة الإمارات بتقديم 50.4 مليون دولار (185 مليون درهم إماراتي) لترميم جامع النوري والمئذنة الحدباء، فضلاً عن توفير الخبرة والدعم لتنسيق إعادة الإعمار.
وكانت دولة الإمارات قد ذكرت في شهر تشرين الأول الماضي أنها ستمول إعادة بناء كنيستين تاريخيتين مجاورتين، وهما كنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة.
واضاف السيد وزير الثقافة الدكتور حسن ناظم، أنَّ "العمل يجري على قدم وساق لإعادة بناء جامع النوري ومنارته الحدباء وكنيسة الطاهرة وكنيسة الساعة والذي سنكمله مع حكومة الإمارات وفق المواعيد المحدَّدة".
 
التاريخ لن يُعيد نفسه
ومن الجدير بالذكر أنَّ المئذنة الحدباء يبلغ ارتفاعها 45 متراً وقد شيّدتْ منذ 840 سنة. وكانت قبل تدميرها معروفة بشكلها المائل ومنهُ اكتسبت اسمها الحدباء الذي شاع بين الناس وحتى الموصل نفسها سُميت بالحدباء. وكانت عصابات داعش الإجرامية قد أقدمت على تدمير المئذنة الشهيرة في 21 حزيران/ يونيو  2017، مثلما عاثت في معظم المدينة التاريخية خراباً.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد زار في  العاشر من حزيرن الحالي مدينة الموصل وجامع النوري، وتعهد خلال زيارته بأنَّ عصابات داعش الارهابية لن تستعيد السيطرة على الموقع مرة أخرى، مؤكداً أن التاريخ "لن يُعيد نفسه 
أبداً".
 
روح الموصل
ومن جانبه صرح هشام داود مستشار رئيس الوزراء العراقي لصحيفة 
"ذا ناشيونال"، أنَّ رئيس الوزراء زار الموصل في ذكرى سقوطها المؤلمة؛ 
ولا يمكن زيارة نينوى من دون التوقف في المكان الذي يرمز إلى روح الموصل في إشارة إلى مسجد النوري.
وأضاف داود أنَّ "الحكومة العراقية وأصدقاءَها ملتزمون بإعادة بناء جامع النوري ومئذنته الشهيرة، وأن رئيس الوزراء شديد الحرص على إكمال بناء هذا المَعلم االتاريخي المهم وبناء مدينة الموصل.. ونشكر دولة الإمارات التي قدمت لنا هذا الدعم الحيوي".
وكان الدكتور حسن ناظم الذي تولى منصبه في 6 حزيران/ يونيو، قد تحدث إلى وزيرة الثقافة والتنمية والمعرفة الإماراتيَّة نورا الكعبي الأسبوع الماضي هاتفياً، واتفقا على كيفيَّة الرد على هذه الهجمات الإرهابية من خلال إعادة البناء ضمن الإطار الزمني المناسب.
 
نتاج تاريخي للإنسانيَّة
وقالت السيدة الكعبي لصحيفة "ذا ناشيونال": إنَّ "جميع المشاركين في إعادة بناء هذا المَعلم التاريخي في العراق كانوا "يركزون تماما" في عملية إعادة البناء".
وذكرت السيدة الكعبي "نحن 
لا نرى النوري مجرد مسجد؛ بل هو نتاج تاريخي للإنسانيَّة، فضلاً عن الكنيستين المتاخمتين له".
كما أوضحت الكعبي أن "التزام حكومة دولة الإمارات وتحديداً ولي عهد أبوظبي ونائب القائد العام للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد هو علامة على رفضنا التام لما حدث لمدينة الحدباء في الذكرى المظلمة التي لن تتكرر"، وأضافت الكعبي قائلة: "نشعر بالخجل من إساءة استخدام ديننا بهذه الطريقة؛ ونسعى إلى إعادة بناء هذه المعالم الآثارية ليس فقط من منظور مادي، بل من منظور روحي و منظور شمولي يُفضي إلى نتيجة أفضل لجميع المعنيين".
ويشارك عدد من المنظمات في إعادة بناء جامع النوري ومنارته الحدباء، بما في ذلك الوقف السني واليونسكو هي الشريك المنفذ في المشروع. علاوة على ذلك تعاقب ثلاثة وزراء ثقافة عراقيين منذ إعلان عام 2018 لإعادة بناء الجامع.
 
على المسار الصحيح
وقالت الكعبي: "على الرغم من التغييرات، فإننا جميعًا نركز تماماً في عملنا بهدف تقديم هذا المشروع". وأشارت الى أنَّ الظروف الحالية بالنظر إلى تفشي مرض (كوفيد -19) هي ظروفٌ معقدة، لكنَّ المشروع لا يزال "على المسار الصحيح"".
وكانت منظمة اليونسكو قد أطلقت في البداية عملية لإعادة النظر في سُبل ترميم وبناء الجامع والمئذنة، بما في ذلك أفكار إعادة البناء إلى شكلها الأصلي، بينما اقترح آخرون تحديث هندستها المعمارية. بالوقت الذي نلمس دعمًا واسع النطاق من سكان مدينة الموصل لإبقاء المسجد على شكله الأصلي.
من جانبه اتَّفقَ وزير الثقافة حسن ناظم خلال لقائه مع وزيرة الثقافة الإماراتية الأسبوع الماضي على أنْ تكون إعادة الإعمار بالشكل الأصلي ومن دون تعديلات حتى يبقى راسخاً في ذاكرة الأجيال القادمة بما كان عليه قبل استباحة المدينة من قبل عصابات داعش الإجرامية، وستعاد معالم 
المدينة وآثارها إلى زهوها وألقها في المستقبل القريب.