تجليات أمس واليوم وغدا ..

الرياضة 2020/06/30
...

خالد جاسم
 
نتمنى أنْ تنقضي صفحة آلام وذكريات الأمس المحزنة وكانت غلافا كبيرا حول منظومتنا الكروية المتهالكة وعلى وجه التحديد المتعلق منها بانتخابات اتحاد الكرة الذي يتوقع أن تستلم مهمة قيادته نخبة جديدة - قديمة من الرجال الذين وبغض النظر عن تباين مستويات خبراتهم وكفاءتهم ومدى جدارتهم في احتلال مواقعهم الا أن الواجب يقتضي منا احترام مشيئة ورغبة الهيئة العامة في اختيارهم أولا كما علينا تعبيد الطريق أمامهم بالكلمة المشجعة والمشاعر الوطنية المخلصة كي يتمكنوا من تأدية المهمة الجسيمة الملقاة على عاتقهم وهي مهمة شاقة وصعبة بكل تأكيد ثانيا.
ومما لاشك فيه أن التشكيلة المقبلة لاتحاد الكرة وفقا لمنطق الاستقراء الواقعي للأمور وبعد أن تقر الانتخابات وتتحقق فعليا هي تشكيلة بحكم المطلع الوافي على جميع تفاصيل العملية الكروية فنيا واداريا كما هي تعلم سواء من خلال سنوات العمل في ظل الاتحاد السابق أو تحت جناح المعارضة له متى يجب أن تبدأ عملية التغيير والاصلاح وهي العملية الأساسية والجوهرية والتي من دونها لن يكتب لهذه التشكيلة النجاح والتوفيق في مهامها الكثيرة والمعقدة طالما أن الاخرين وتحديدا من خسروا الانتخابات  سيكونون بمثابة جهة معارضة ورقيبة وحسيبة لهم بكل السبل طالما أن الشفافية المتوقع حضورها والتي ستجري بموجبها الانتخابات والاصرار على مغادرة الحقبة الماضية بكل ماحفلت به من أخطاء وخطايا توجب على القيادة الحالية للاتحاد برغم تكليفها المؤقت التعامل بمنطق الايجابية وبمفهوم التفاعل الخلاق مع الاخرين حتى وأن صنفوا في خانة المعارضة كما أن هذه المرحلة تتطلب الاصغاء والتعاطي الايجابي والانفتاح الصريح على الاخرين ليس من أجل ضمان عدم تكرار أخطاء وسلبيات الأمس بل ولأجل التوقف عند محطات السلب ومواطن الخلل واستكشاف الطريق ووصف العلاج اللازم ليس لتطويق هذه الأزمات أو معالجتها بطريقة الامتصاص وأمصال التخدير كما كان يحدث سابقا بل وبطريقة الحوار المباشر والصريح على طاولة الموضوعية المستديرة مع ضرورة الايمان والقناعة في الاستعانة بمن لديهم الخبرات والكفاءات في امكانية التطوير والارتقاء بعمل اتحاد الكرة من خلال زجهم في اللجان الأساسية التي تتفرع عن الاتحاد والتي ليس من الضروري أن يرأس كلا منها أي من أعضاء الاتحاد كما فشلت تجارب الماضي في هذا التقليد الذي يؤدي الى مصادرة قرارات وتوصيات اللجان واحكام القبضة عليها من دون أن تؤدي واجباتها بشكل صحيح أو تذهب توصياتها ووجهات نظرها أدراج الرياح طالما هي لاتتوافق مع سياسة وطموحات وافاق هذا أو ذاك في اتحاد الكرة .
ان ولاية الأربعة أعوام التي سيدخل عدها التنازلي الأخوة في اتحاد الكرة بمجرد غلق صندوق الاقتراع توجب عليهم ليس فقط التعاطي الايجابي مع طروحات الأخرين حتى وأن وضعوا في خانة الأعداء أو المعارضين بل والتغاضي عن كل ما يعرقل مسيرة العمل من مطبات قد يضعها البعض, وهذا لن يتحقق الا بسلوك طريق الخطوات الواثقة في العمل التي تستشرف المستقبل بعيون الحاضر بعد أن تضع أخطاء الأمس تحت مجهر المراجعة لضمان عدم نسخها 
مرة أخرى.