أيها العراقيون .. إحموا نفائسكم

الرياضة 2020/07/01
...

عزيز خيون
 
لم تسعفني الرغبة ولا حتىٰ الوقت ، أن أكون من متابعي اللعبة الجماهيرية الشائعة كرة القدم ، ولا حتىٰ أخبار نجومها ومن تميّز بطلا، لكني أشبُّ فرحاً وأبكي سروراً وفخراً حين يحقق الفريق العراقي انتصاراً لوطني وفي أي منازلةٍ كروية ، بل وتراني أصرخ ابتهاجاً عندما يصل سمعي أن هدفاً عراقياً قد حط في مرمىٰ الخصم . لا أدري أنا هكذا ، شعورٌ نابعٌ من هوى عراقيتي وحبي لوطني أن أراه دائماً في المرتبة الأميز. لهذا أعتبر أي لاعب عراقي ثابر وسطع نجمه في هذه اللعبة ، وسجل لعراقه إنجازا علىٰ المستوىٰ المحلي والعربي والعالمي هو نفيسة غالية من نفائس هذا العراق ، وفقدانه يشكل خسارة باهظة بل ونازلة موجعة بهذا الوطن.
لم أتشرف بمعرفة المرحوم الكابتن علي هادي ، ولم يجمعنا لقاء ،
لكن حزنا ثقيلا خيم علىٰ روحي عندما خطفه منا وباء كورونا ، كونه إنسانا ورياضيا مرموقا ، ولم تتكرم الصدفة لألتقي الكابتن أحمد راضي إلا مرة وأحدة في مدينة دبي الإعلامية أثناء تصوير لقاءات لشخصيات عراقية تميزت في اختصاصاتها وكان أحمد راضي وأنا وآخرون من بين هذه الشخصيات التي احتفىٰ بها برنامج (ضي الگمر) في رمضان الماضي، تعانقنا من دون مقدمات في استعلامات الفندق الذي نسكن ، وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن ، هوية لطيبة قلبه ودماثة خلقه، لذلك كان فقده بسبب وباء كورونا فاجعة هزت كياني وغمرت يومي وبيتي حزنا ، بل وخسارة كبرىٰ لهذا الصابر العراق .
وأتساءل، من الذي يخلع علىٰ الوطن ميزة ما، سمعة طيبة ، يزين هامته بتاج الورد، ويجعل رايته بهية ومضيئة بين الأمم ، بتقديري من يحقق ذلك هو : المعلم المتميز  هو العالم المتميز  والقائد العسكري المتميز ،  هو القاضي العادل المتميز ، هي اللقىٰ الأثرية النادرة التي تُذكّر بعظمة أجدادنا صناع الحضارات الأولىٰ ، هو الطبيب والفنان  والرياضي المتميز ، هو المهندس والأديب والشاعر  والاعلامي المتميز ، وهو الموظف والعامل  والفلاح المتميز.
هؤلاء هم نفائس العراق، ذخيرته وعنوانه البهي، والضرورة الوطنية تهتف بنا أن نحافظ عليهم كما فعلت وتفعل بقية الأوطان حين تهاجمها الحروب والاوبئة، فإن أول ما تبدأ به لحظة تعد عدتها الدفاعية ، تخفي نفائسها الوطنية، تحميها ، فهذه يدل علىٰ خصوصيتها وإبداعها وعنوانها بين الشعوب والأمم ...
ومن هذا المنطلق أقول: علىٰ الدولة العرآقية، علىٰ الحكومة، وعلىٰ المشرع العرآقي الانتباه وتحقيق هذا المطلب الوطني بتصميم قانون يرعىٰ هذه النفائس الوطنية ، يمنحها حقوقها في الحياة وعندما ينزل بها أي عارض، ويعظمها بعد الموت ، يذود عنها حين التجاوز والنيل من شخصيتها الاعتبارية ولأي سبب كان، أن يقدم لها الشكر علىٰ ما قدمته إبان رحلتها الحياتية من تفان وإخلاص وجهد ومثابرة، أن يحفظ القانون لهذه النفائس مسيرتها التي توجتها بالانجازات الرائعة.
وأن يسارع الوطن لأن يدافع عنهم عندما تصوب إليه وهم بين يدي الرحمن حجارة الأمية والجهل والطائفية المقيتة ، هم قادة ورموز هذا العراق. الكابتن أحمد راضي والكابتن علي هادي وأخرون أحياء ومن رحلوا ، منحونا ثقة وسعادة في الأزمات الصعبة، عندما كانوا يزفون لنا انتصاراتهم في هذه المبارآة الحاسمة أو تلك ، وقتها كان العراقيون ينتفضون أفرادا وجماعات يهتفون للعراق الواحد، بعيدا عن القومية والحزب والكتلة والطائفة، فقط العراق، وهم من وحد العراق حين فشل السياسي في تحقيق ذلك المسعىٰ الضرورة، وبهذا هم يلتقون مع ذات الهدف الذي هب من أجله ثوار تشرين الذين قدموا أرواحهم قرابين في لحظة الاختيار ونجحوا في توحيد العراق حين كانت جميع سوح التظاهر وفي عموم الوطن تصرخ بهتاف واحد أذهل العالم هو العراق الواحد ، ركست كل الأصوات النشاز وارتفع الهتاف مدويا بوحدة العراق.
ثوار تشرين وبقية الشهداء نفائس العراق، الكابتن أحمد راضي والكابتن علي هادي علىٰ ذات النهج ساراوحلقا .
أيها العرا قيون النشامىٰ .. إحموا نفائسكم .