يطرح العديد من المتابعين للشأن التونسي العديد من التساؤلات حول قدرة تونس على انقاذ موسمها السياحي بفتحها الحدود.
وأعادت تونس فتح حدودها البرية والبحرية والجوية للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أشهر السبت بعد أن أعلنت أنها تمكنت من السيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد.
رحلات جوية
وجرى استئناف بعض العمليات في مطار تونس قرطاج الدولي ومن المقرر مغادرة رحلات جوية متجهة إلى روما وجنيف وباريس.
وأنهت الحكومة كل القيود التي فرضتها لمكافحة المرض على التنقلات والأعمال بعد أنْ قال رئيس وزراء تونس الياس الفخفاخ في 14 حزيران إن بلاده انتصرت في معركة كورونا.
لكنَّ الجائحة كان لها تبعات شديدة على قطاع السياحة الذي يسهم بنسبة مهمة في الناتج المحلي الإجمالي وهو أيضا مصدر رئيس للعملة الأجنبيَّة.
وهبطت إيرادات السياحة نحو 50 في المئة خلال أول خمسة أشهر من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من 2019 مع بقاء الفنادق والمنتجعات التونسية خاوية بسبب إجراءات العزل العام وإغلاق الحدود.
ومثّل 2019 عام التحدي لمهنيي السياحة، الذين عانوا طويلاً من فقد الأسواق الأوروبية التقليدية التي هجرت تونس عقب الضربات الإرهابية التي عرفتها البلاد عام 2015.
واحتلت السوق المغاربية مجتمعة (الجزائرية والليبية)، بحسب بيانات وزارة السياحة، المرتبة الأولى في عدد الوافدين الذين مثلوا 4.9 ملايين سائح، في2019.
السياحة الصحرواية
وتظهر أحدث الأرقام أن 1064 تونسيا أصيبوا بشكل مؤكد بكورونا بينما توفي 50 مريضا.
وقال وزير الاستثمار سليم العزابي إنَّ الاقتصاد قد ينكمش بنسبة تصل إلى سبعة بالمئة بسبب الجائحة وهو أسوأ ركود تشهده البلاد في ما يقرب من 60 عاما.
وأضاف أنَّ أعداد العاطلين عن العمل في تونس سترتفع بنحو 275 ألف عاطل جديد وفقا لدراسة حكومية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تسهم السياحة بنحو عشرة بالمئة من الاقتصاد التونسي، وهي ثاني أكبر قطاع مشغل للأيدي العاملة بعد الزراعة، وتعدُّ مصدراً رئيساً للعملات الأجنبية.
وكانت تونس تستعد لموسم سياحي قياسي وتأمل أن تعوض حالة الوهن التي تصيبها في أوجه أخرى من الاقتصاد العليل.
وتفاقمت أزمة السياحة التي عانت من ركود لسنوات عقب هجمات إرهابية استهدفت السياح بالخصوص في العام 2015 وعانى الاقتصاد التونسي من مصاعب عديدة كما تهاوت قيمة العملة المحلية وتراجع احتياطي العملة الصعبة تراجعا حادا.
9 ملايين سائح
وفي العام الماضي، استقبلت تونس تسعة ملايين سائح للمرة الأولى وبلغت الإيرادات نحو ملياري دولار وكانت تأمل أن تستمر الانتعاشة لكن جائحة كورونا التي ضربت العالم عرقلت خططها الطموحة.
وتسعى تونس إلى تنويع المنتوج السياحي، وفتح مسالك سياحية غير تقليدية، تقوم على الثراء الطبيعي في المناطق الداخلية، فضلاً عن تكثيف تظاهرات السياحة الصحراوية الجالبة للسياح ذوي القدرة الإنفاقية العالية والتنويع في المهرجانات والمحافل الفنية المقامة في الصحراء.
فتح الحدود
وذكر مصدر في وزارة النقل التونسية أنه من المقرر وصول تسع رحلات السبت، معظمها من فرنسا وايطاليا.
ووصل نحو 117 شخصًا كانوا على متن طائرة آتية من باريس، أغلبهم من التونسيين المقيمين في الخارج، بالإضافة إلى فرنسيين، بحسب المصدر ذاته.
ولم يُعرف على الفور ما إذا كان الأشخاص الذين كانوا في الطائرات قد علقوا خارج تونس أو من بينهم سياح.
ويحق للمسافرين من دول تعتبر آمنة ومصنفة على قائمة خضراء - بينها ألمانيا والصين وإيطاليا - فقط المجيء إلى تونس بدون أي شرط.
وأوضح المصدر أنه يتعين على القادمين من الدول المصنفة باللون البرتقالي، وبينها فرنسا والمغرب وإسبانيا، تقديم نتيجة سلبية لفصح للفيروس تم إجراؤه قبل أقل من 72 ساعة من المغادرة.
ويقتصر خروج الأشخاص المقيمين في الفنادق على الرحلات الجماعية برفقة أدلاء، بينما يتعهد الآخرون خطيا العزل الذاتي لمدة 14 يومًا في مكان إقامتهم.
ويمكن للجميع الخروج بحرية بعد ستة أيام، شرط تقديم فحص سلبي جديد.
وأوضح المصدر أن الدول غير المدرجة على أي قائمة تعد مصنفة باللون الأحمر، مثل الجزائر وروسيا، وهما رافدان كبيران للسياحة التونسية.
ويحق للتونسيين فقط الوصول من البلدان المصنفة باللون الأحمر، مع تقديم فحص سلبي والتزام الحجر الصحي الإجباري لمدة سبعة أيام في الفندق على نفقتهم الخاصة، ثم إجراء فحص آخر قبل المغادرة. وتقول السلطات أن التدابير قد تعدل وفقا لتطور الوضع.