للمهرجانات الثقافية والفنية في لبنان نكهة خاصة يعرفها من شهد فعاليات تلك المهرجانات التي تنفتح على فضاءات الثقافة العالمية عبر مشاركة العديد من الوجوه الفاعلة من دول العالم، ومهرجانات بعلبك الثقافية والدولية في لبنان هي تظاهرة ثقافية مهمة دأب على إقامتها لبنان منذ أواسط
الخمسينات..
هذا العام الوضع يختلف بالتأكيد جراء تفشي جائحة كورونا وما تسببت به من تعطيل للعديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية والرياضية على امتداد الكرة الأرضية.. غير أن للبنان كما يبدو كلمة أخرى، وهذا ما صرحت به رئيسة مهرجانات بعلبك الثقافية الدولية نايلة دو فريج بقولها: «لا يمكن أن نبقى مكتوفي
الأيدي.
يجب أن تعود الثقافة لتأخذ حقها»، وهذا ما سنشهده على أرض البقاع اللبنانية حيث مدينة الشمس بعلبك هذا الصيف وتحديدا مساء اليوم 5 / 7 / 2020.. إذ تنطلق فعالية مهرجانات بعلبك من خلال حفل موسيقي يقام من دون جمهور على أن تنقل وقائع الحفل المهم عبر محطات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، والسبب هو طبعاً تحسباً مما تفرضه مفاعيل الوضع الاقتصادي المتدهور وجائحة
كوفيد- 19..
اللجنة المنظمة لمهرجانات بعلبك أكدت في بيان لها أن الحفل سيحمل عنوان «صوت الصمود» وسيقام بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير، ومرور 250 عاما على ولادة الموسيقار العالمي بيتهوفن.
الحفل الموسيقي المرتقب ستحييه الاوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان على مسرح معبد باخوس في القلعة الرومانية الواقعة في شرق لبنان، بمشاركة جوقة جامعة سيدة اللويزة وجوقة المعهد الانطوني والصوت
العتيق.
وأشارت اللجنة المنظمة في بيانها: "كان من المقرر أن تقتصر مهرجانات بعلبك على حفلتين، محلية وأجنبية نثبت من خلالهما استمراريتنا، ولكن بسبب الأزمة الصحية والاقتصادية بات يتعذر علينا استقدام فنانين من الخارج وأخذنا باقتراح المايسترو فازليان إقامة حفل موسيقي وغنائي من دون جمهور".
وسيشارك بالحفل المذكور بحدود المئة والسبعين موسيقياً ليقدموا في باحة معبد باخوس في قلعة بعلبك أنغام موسيقاهم وفعاليتهم المنتظرة مع مراعاة التباعد الاجتماعي، ليجمع برنامجهم انماطا موسيقية متنوعة، «يرضي جمهور المهرجان الذي هو من كل لبنان»، كما عبرت رئيسة المهرجانات دو فريج. ويتضمن البرنامج موسيقى كلاسيكية ولبنانية من أعمال الأخوين رحباني فضلا عن الروك.
ووضع سينوغرافيا الحفلة جان لوي مانغي ورفيق علي أحمد، وتتخللها لوحة راقصة لفرقة شارل ماكريس.
وسيختم الموسيقار فازليان الحفل بالسيمفونية التاسعة لبيتهوفن «نشيد الفرح»، لأنها كما أفاد «تعبر عن الوحدة والتكاتف والتضامن».
الجميل ما كشفته دو فريج أن جميع المشاركين في هذا الحفل، من منشدين وموسيقيين وتقنيين، (لن يتقاضوا أي بدل مالي بل سيقدمون عملهم مجانا) حرصاً على ديمومة الحراك الثقافي في هذا الظرف العصيب صحياً وأقتصادياً.
يذكر أن مهرجانات بعلبك الدولية هي حدث ثقافي بارز في لبنان.
يقام منذ العام 1955، ويقصد فنانون ومثقفون من جميع أنحاء العالم مدينة بعلبك في سهل البقاع اللبناني لحضور المهرجان السنوي حيث تقام الفعاليات من الموسيقى الكلاسيكية والرقص والمسرح والأوبرا والجاز وكذلك الموسيقى العالمية الحديثة ومعارض الكتب والأمسيات الأدبية في شهري يوليو وأغسطس في الأكروبول الروماني
القديم.