«يسـكــن قـلـبــي} يـعـيـد حيــاة الدرامــا العراقيَّــة

الصفحة الاخيرة 2018/12/31
...

بغداد / محمد اسماعيل
تصوير: خضير العتابي
تواجد رئيس شبكة الاعلام العراقي الشاعر مجاهد أبو الهيل، ونقيب الفنانين د.جبار جودي، في موقع تصوير مسلسل «يسكن قلبي} لحظة تصوير المشاهد الأولى منه و«يسكن قلبي} تأليف باسل الشبيب وتمثيل د.شذى سالم ومحمود ابو العباس ومازن محمد مصطفى وفاطمة الربيعي وعبد الستار البصري وحقي الشوك.. إخراج أكرم كامل..
يجيء إنتاج "يسكن قلبي" ضمن مبادرة "الدراما حياة" المنبثقة عن صندوق دعم الدراما، الذي اجترحه أبو الهيل، بتمويل من رابطة المصارف الخاصة العراقيّة وآسياسيل وعراقنا، بعد خمس سنوات من توقف الدراما.
المسلسل واحد من ثلاثة أعمال، تشكّل المرحلة الاولى من المبادرة، تليها مرحلتان مقبلتان.   
وأبدى الشاعر أبو الهيل، سعادته ببدء الحملة: "فعلا سعادتي لا توصف؛ لأنّه للمرة الاولى يتحقق في رأسي حلم كبير، كلّ الأحلام كانت صغيرة، لأنّني لا أحلم بشكل كبير جدا، إنّما أحلم بطريقة صغيرة جدا؛ لذلك اليوم ابتدأ عرس الدراما العراقية من جديد.. اليوم أسماء كبار الفنانين تعزف أقدامها على خشبة الدراما، في هذا الصباح.. سعيد جداً لأن حصلت علاقة بين القطاع الخاص والعملية الفنية، أسفرت عن انتاج مسلسلات درامية كبيرة" مبيّنا: "أعدنا الفنانين شذى سالم ومحمود أبو العباس، وقائمة طويلة من الفنيين، فالعراق ما زال قادرا على الحلم وتحقيقه".
وأوضح: "الدراما العراقية، كالرغيف العراقي الساخن الذي له طعم آخر عن سواه من النتاجات الدرامية، لذا فهي على اعتاب مرحلة جديدة من العلاقة بينها والانتاج والتسويق والتمويل"، مواصلا: "الفكرة انطلقت من الشبكة.. والشبكة هي الحاضنة لها، ستكون شريكا مع المبادرة، في تسويق الأعمال.. وهي التي روّجت للمبادرة بشكل كبير، تحت خيمة الشبكة وغطائها أقنعنا شركات الاتصالات ورابطة المصارف وكلّ الرعاة الذين قدموا لنا هذا الجهد".
واستعرض المراحل، رئيس شبكة الإعلام العراقي: "المرحلة الاولى والموسم الاول هو ثلاثة أعمال: إرتأت اللجنة أن تكون كوميديا واجتماعيا ووطنيا: يُعالج مشكلة "داعش" والإرهاب المتطرّف في المنطقة.. الموسم الثاني، لا نتكئ فيه على أموال الصندوق ولا الدولة او المتبرّعين، إنما نعمل على نتاجات رابحة، تديم العمل، أسوة بالمدن التي يتوفر فيها سوق وانتاج.. نصنع سوقا.. نريد ان نشارك رابطة المصارف، إنتاج عمل ومشاركة فضائيات عربية كبيرة مختصّة بالدراما وعروضها وبإمكاننا أن نسوقها"، وبدوره يرى: "نريد من هذا المسلسل إشباع رغبة الفنانين والمشاهدين العراقيين، فقد تعطّشت الشاشة الى نتاجات محلية؛ لذلك لم نقف بدقة عند الشروط والاهداف.. الموسم الثاني سيكون فيه تحقيق الهدف وليس الحلم". 
 
 دوران الكاميرا 
وأكد نقيب الفنانين د.جودي: "بعد توقف دام خمس سنوات، أشعر بالسعادة؛ لدوران الكاميرا بتصوير المشاهد الاولى، من مسلسل "يسكن قلبي" مضيفا: "يتميّز بضمّه نخبة من نجوم الصف الاول، في العراق، الذين ظلموا طويلا.. بعد خمس سنوات من السُّبات والتوقف، تدور العجلة من خلال صندوق دعم الدراما، الذي يشرف عليه فنانون عراقيون مميّزون أصلاء".
ولفت المخرج أكرم كامل، الى أن: "تجربة الانتاج في هذه الظروف، تعدُّ منجزا بحد ذاتها"، مفيدا: "جمعت في يسكن قلبي، نجوما محترفين مع 17 شابة وشابا مبتدئين.. لأول مرة".
ونوّه المؤلف باسل الشبيب: "أعبر عن نفسي في كلّ نصّ أكتبه، بواحدة من الشخصيات، لكن في هذا العمل كل الشخصيات من الواقع.. وكلها عايشتها.. السلبي منها والايجابي.. كلها قريبة منّي"، معلنا: "أنجزته في سنتين عشتهما مع اللجنة؛ لأنّني جزءٌ منها ككاتب وفنان، أدرك ان الجمهور متلهف لأي عمل محلي".
وتابع عضو لجنة دعم الدراما الفنان رائد محسن: "اليوم هو الانطلاق الاول لتصوير مسلسل "يسكن قلبي" وهو حصيلة ثلاث سنوات من العمل، فريق مؤلف من فنانين كبار ومخرج كبير وفنانين سوريين.. مدير تصوير وماكير، إن شاء الله يشكّل مستهلا لبداية لا تنقطع" مشيرا الى ان: "العجلة دارت وكفى" متفائلا: "وستظل تدور.. هذا المسلسل إنتاج رابطة المصارف وشركات المحمول.. خطوة اولى ويوم اول.. إن شاء الله تستمر الخطوات المقبلة، فنحن مستمرون في الأحوال كلها".
وألمح مقرر لجنة دعم الدراما د.أحمد شرجي: "مشروع وطني.. كان حلما وأصبح حقيقة، من خلال الأعمال الثلاثة الأولى "يسكن قلبي" و"عائلة خارج التغطية" و"جفن الردى" نعمل فيها بشفافية احترافية؛ للابتعاد عن أية شبهة"، مستطردا: "نهدف في المراحل المقبلة، الى دخول التسويق، كي لا تظل الدراما تبحث عن ممول، وهذا يتطلب إيجاد موضوعات تهم الشارع العربي".
بعد قراءة النصّ، يوزع مدير التصوير السوري همام شبطا الكاميرات والاضاءة: "بخيال مكرّس لابراز كل مشهد، مهما كان ضيق "الدربونه" نوجد سبيلا لتحريك الكاميرا بمرونة تشد المتلقي".
 
شخصيات مؤداة
تؤدي الفنانة د.شذى سالم، شخصية "ماجدة" التي عدتها: "محور المسلسل.. عنصر تحريك الاحداث، امرأة عراقية تحمل المسؤولية، في سبيل ان تعيش حياتها"، ذاكرة: "أحاول إيصالها من خلال الثياب وبساطة السلوك والقوة في التصرف.. متواضعة.. منتصبة القامة".
وأكملت: "أبدأ في كلّ عمل كما لو كنت هاوية.. أقف للمرة الاولى أمام الكاميرا" توجهت للتصوير؛ فصاح المخرج أكرم كامل: "جيبوا كرسي للدكتورة".
وعبرت الفنانة فاطمة الربيعي عن أدائها شخصية امرأة شعبية: "المهم عودة الدراما التي تفرح الجمهور المتعطّش للهجة المحلية، بعد ان أتخم بلهجات هجينة.. لا تمثله".
دور متميز، يؤديه الفنان عبد الستار البصري، يعيده الى 35 عاما مضت: "الآن أقبل على جمهوري بدور رائع.. حارس.. في بيت تراثي.. رب عائلة فقيرة".
عطية الحمّال.. الفنان حقي الشوك: "ايجابي يدافع عن الصدق والخير".
 
فنيون مبدعون
وبدوره قال مدير الانتاج قاسم شايع: "هذا المسلسل ضوء أمل باستمرار الدراما العراقية، التي توقفت منذ خمس سنوات".
ومن جهتها قالت الماكيرة حنان العزاوي: "اقرأ النصّ واتبع الشخصية، أعيد مكياجها حسب الانفعالات"، الى ذلك اوضحت: "الشغل الأكثر، في مكياج المجنون.. الفنان مازن محمد مصطفى، ربما ننكش شعره او نلبسه باروكة".
وعلق الماكير ماهر صقر: "يدرس الماكير الحالات النفسية للشخصيات مسبقا، ويستقرئ مكياج كل مرحلة؛ ليترجمها الى رؤية على وجه وجسد الممثل"، مشددا: "شخصيتا هوبي والمجنون، تستلزمان جهدا اكبر من سواهما.. كركتران قديمان لم يواكبا العصر".
فيما ترى مصممة الازياء إخلاص صدام: "معظم الازياء في هذا المسلسل مدينية؛ لأنها تدور في بيئة محافظة على طابعها البغدادي.. والمحور قائم على عائلة فقيرة.. ثيابها بسيطة".