خالد جاسم
كنتُ أتمنى ان لاتمر مناسبة رياضية كبيرة لها أبعادها ومدلولاتها الرياضية والتاريخية كتلك التي مرت الأسبوع الماضي مرور الكرام هكذا حيث صادفت الذكرى السنوية ال51 لتاسيس نادي الزوراء الرياضي أحد أعرق وأكبر أنديتنا الرياضية وأكثرها صراعا مع مختلف التحديات لأجل اثبات الذات قبل الوجود , ولست بحاجة هنا إلى ذكرحقيقة راسخة ومعروفة في تاريخ رياضتنا , يكف يان اسمها الزوراء , أوإعادة تذكير بما يعنيه اسم الزوراء في تراث الرياضة العراقية وفي مجال كرة القدم تحديدا , برغم ان المناسبة تقتضي التذكير بتاريخ الزوراء ومكانته من دون التطرق الى تفاصيل مؤلمة عن التحديات والصعاب التي تهدد كيان وبناء هذا النادي الكبير والعريق عطاء ونجاحات زاخرة بكل ماهو مبدع وجميل على امتداد تاريخه الطويل الذي ارتبط بأسماء كبيرة , كان لهم الفضل في تجديد العطاء والانتصارات لاسيما في كرة القدم التي تعد في هذا النادي ليست هوية تعريف متجذرة له بل هي الملح الحقيقي لكرة القدم العراقية ,ناهيك عن كون الزوراء صاحب الانجازات الأكبر حيث أحرز الزورائيون 40 بطولة كروية من مختلف الأنواع والأحجام , كما هو صاحب أكبر قاعدة شعبية بين الأندية الجماهيرية الأخرى والذي ظل شامخا حتى يومنا هذا حيث صار مصنعا حقيقيا تخرجت منه مختلف الأجيال الرياضية في اللعب والتدريب والادارة وليس فلاح حسن او علي كاظم أو احمد راضي أو ليث حسين أو راضي شنيشل وغيرهم هم وحدهم الأشهر بين تلك الأجيال مع ان كلا منهم هو من بين الأحياء من الذين عاشوا وتعايشوا مع مختلف المراحل التاريخية الصعبة والسهلة التي مرت بالنادي العريق. أن استذكار هذه المناسبة التاريخية الكبيرة في عمر الرياضة العراقية وفي ظل هوس العالم ورعبه بجائحة كورونا فرض نفسه بهذه الطريقة الخجولة والخاطفة مع أن رحيل أشهر وأبرز نجوم الزوراء والعراق الكابتن أحمد راضي قبل أيام تحت وطأة هذا الفايروس اللعين وسبقه في ذلك زميله أبن الزوراء الراحل علي هادي ثم رحيل الاداري الخلوق نعمة عناد قبل أيام قلائل أيضا قد فرض واقعا حزينا متشحا بسواد الحداد المؤلم في النادي البغدادي الكبير الذي تتطلع جماهيره العريضة بعد طول صبر ومعاناة الى نافذة الفرح بعد اقتراب الانتهاء من انجاز ملعبه الكروي الكبير المفترض أن يكون تعداد مدرجاته حوالي 16 ألف مقعد , وهذا الملعب هو أفضل هدية تمنح للزوراء مع التمني على ادارته اطلاق اسم الكابتن أحمد راضي على الملعب المرتقب جزءا من رد الوفاء وتخليدا للراحل الكبير . وكما هو حال كل موسم فان الأزمة المالية الخانقة والمزمنة التي يعيشها النادي الكبير ماتزال تلقي ظلالها القاتمة على حاضره قبل مستقبله المنظور , وهي أزمة لاعلاقة لها بمسألة التقشف وشد الأحزمة على البطون وخواء ميزانية الدولة كما يتصور كثيرون ,ذلك إن الزوراء وبغض النظر عن اسمه وتاريخه وكيانه عرف دائما انه ابن الدولة العراقية , ولاعلاقة للأمر هنا كون اسمه مرادفا لاسم بغداد العاصمة , أو اقتران الاسم بأول جريدة رسمية صدرت في العراق في عهد الوالي العثماني مدحت باشا , وإنما صار ناديا مدللا من الدولة للمعان اسمه ووقع الاسم في النفوس وقبلها القلوب , ولانه يتبع وزارة عراقية مهمة هي وزارة النقل ,هي كما تقتضي الأصول والضوابط والتشريعات مسؤولة عنه ماليا وتنظيميا ,ناهيك عن رئاسته التي يقف عليها أحد أكثر نجوم الكرة العراقية شهرة وشعبية وهو الكابتن فلاح حسن الذي تحمل وزملاؤه في الإدارة ماهو فوق قدرة الاحتمال نتيجة النزف المالي المستمر ومايخلفه من اثار مدمرة.