تذبذب المستوى

الرياضة 2020/07/11
...

طه كمر
 
عندما نتحدثُ عن جميع دوريات كرة القدم في العالم نرى ان هناك تقاربا في المستوى الفني، خصوصا في دول القارة الأوروبية وحتى الأفريقية والآسيوية، باستثناء بعض البلدان التي يكون العراق أحدها فيتضح فيه تماما تذبذب المستوى من فريق لآخر، وهذا نتاج لعشوائية إدارات تلك الأندية وسوء التنظيم الإداري الذي ينبغي أن يأخذ دورا فاعلا في بناء الفرق الرياضية للأندية.
لو أجرينا مقارنة بين الأندية المؤسساتية والأندية التي لا تنتمي الى مؤسسات الدولة، سوف تتضح الفوارق الفنية، بحيث يصبح لدينا بون شاسع ما بين فرق المقدمة وفرق المؤخرة باستثناء بعض الفرق التي حجزت لها مكانا في المناطق الدافئة، كون رغبتها تتجلى في كل موسم كروي لأجل التواجد ولم تشكل رقما صعبا أو حضورا واقعيا مؤثرا بين بقية فرق الدوري.
بعد كل ما جرى سابقا وتم الحديث فيه ووضعت له الحلول والمعالجات على أمل تغيير خارطة طريق دورينا، لا سيما من خلال فرض موضوع التراخيص التي تحتم على جميع الأندية أن تكون متقاربة المستوى بعد تشابه مقوماتها التي تتجسد بالشروط الواجب توفرها مقابل منح النادي للرخصة، وجدنا اليوم ان الاتحاد الآسيوي وافق على طلب الهيئة التطبيعية في استثناء أنديتنا من شرط الرخصة المحلية على خلفية جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية في الوضع العام، ليعاد نفس السيناريو الذي تصدعت به رؤوسنا وجعلنا نمقت كرة القدم التي سوف تعود لتتدحرج على أرضية غير صالحة لأن تكون ملعب كرة قدم.
الأندية المؤسساتية هي من لديها اليد الطولى في استقطاب اللاعب السوبر فقط، غير آبهة لارتفاع أسعار البورصة وحمى التعاقدات بين الحين والآخر، لنرى أن الأندية الجماهيرية مع بعض الأندية القليلة الأخرى التي تتبع لبعض مؤسسات الدولة، هي من لها الحق في استقطاب من تراه متلائما مع القيمة النقدية التي تختزنها ميزانياتها، وشاهدنا كيف انتقل نجوم المنتخب الوطني من نادي الشرطة الى الزوراء ومن القوة الجوية الى الشرطة، بينما بقيت الأندية الأخرى التي لا تستطيع تأمين مبالغ عقود لاعبيها تحاول استقطاب اللاعبين الشباب الذين لا يمتلكون تجربة في مسابقة الدوري الممتاز، ليبقى التذبذب في المستوى الفني السمة الطاغية والصورة المختصرة لدورينا مهما زادت أو قلت أنديته، ومن وجهة نظر شخصية أرى انه يجب أن تتم دراسة واقعية لكل مقومات نجاح الدوري قبل البدء بماراثونه الممل حتى يتلاءم مع ذروة عمل القائمين عليه، لبلوغ الحالة المثالية التي نبحث عنها على مر المواسم الماضية.