تحرير الموصل.. تاريخ مشرّف للنصر ونهاية للإرهاب

الثانية والثالثة 2020/07/11
...


بغداد / الصباح / مهند عبد الوهاب / شيماء رشيد
 
حيَّت الرئاسات الثلاث، الجمهورية والوزراء والنواب، البطولات المشرفة التي قدمها ابناء القوات المسلحة بمختلف صنوفها، وهم يكبدون الارهاب خسائر كبيرة خلال معركة تحرير الموصل، مبينة ان العراقيين سجلوا بتحرير أم الربيعين، صفحة بيضاء أخرى في تأريخهم، وكتبوا بتضحيات أبنائهم اسمى صور البطولة والفداء ويستذكر العراقيون في العاشر من تموز معركة الفخر والانتصار، حينما حقق ابطال القوات المسلحة مأثرة بطولية تمثلت في تحرير الموصل من دنس ارهابيي «داعش» الاجرامي.
 
القضاء الناجز على الإرهاب
رئيس الجمهورية برهم صالح اكد بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير الموصل أن «جهدنا لن يستقر حتى القضاء الناجز على جميع فلول داعش، والإرهاب والجريمة والفساد بمختلف تسمياتها» مشيراً إلى أننا «حررنا الموصل واستعدنا المدن والقرى، بالتضحيات العظيمة، وبشجاعة الشجعان، وبإرادة العراقيين ووحدتهم وتماسكهم».وقال رئيس الجمهورية: إنه «لن يرتاح لنا بال حتى عودة آخر نازح ومهجّر ومهاجر، واستقراره في بيته ومدينته في ظروف كريمة، ولن يهدأ بالنا قبل أن نعيدَ بناء المدن التي خُرِّبت وتشييد الحياة التي هُدِّمت فيها.»وأضاف أن نصرنا وتحريرنا لمدننا يضعنا أمام مسؤولياتِنا، كشعب وسلطات وقوى وطنية، للنهوض بالدولة وبمؤسساتها، وبما يعيد الثقة بهيبة الدولة ويطمئِن المواطن حيثما كان على حياته وعيشه وأمنه وسلامة ومستقبل أبنائه.
وأشاد صالح بدور المرجعية الدينية المسؤول في هذه المواجهة، وتحقيق النصر، مثمنا مساندة الشعوب وحكومات الدول الصديقة بتقديمها الدعم اللوجستي والاستخباري والجوي لقواتنا الأمنية.
 
نصر على أوباش العصر
بدوره قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بيان لمكتبه الإعلامي تلقته «الصباح»: «أيها الشعب العراقي الكريم، يا أصدقاء العراقيين حول العالم، وكل من اعتنق الحرية والحضارة والعدل والاعتدال منهجاً في هذا العالم، في ذكرى تحرير الموصل من دنس التنظيم الإرهابي، والانتصار على داعش، نقف معكم اليوم وقفة إجلال إزاء هذا الانتصار العظيم»، مؤكداً أن «العراقيين سجلوا بتحرير الموصل، صفحة بيضاء أخرى في تأريخهم، كتبوها بتضحيات أبنائهم، وبتلاحمهم وتآخيهم لأجل وحدة العراق، ولأجل قبر ظلمة الإرهاب وكف حالك آثامه عن كل العالم، وعادوا كما كانوا حين رسموا إشراقات التأريخ الإنساني بحضاراتهم، يُهدون الأمم الأخرى نصراً ناجزاً على أوباش العصر، تنظيم الضلالة والهمجية داعش المندحرة».
وأضاف الكاظمي «تفتخر الأمم بانتصاراتها على عتاة التأريخ، الذين كانوا رمزاً للوحشية والعنصرية وأعداءً للإنسانية، ومن حق العراقيين اليوم أن يفتخروا بذكرى نصرهم الأبرز، على من جمع كل الموبقات وأخرجها بشكل استهدف وجودهم وديمومة عيشهم على ضفاف النهرين العظيمين»، مبيناً أن «النصر العظيم الذي تحقق على الارض، ما كان له أن يبسق لولا نصر آخر بزغ شعاعه عبر رفض مجتمعي عراقي خالص للطائفية والتفرقة والتمييز. ورفض العراقيون الفكر الأسود، لأن عيشهم لآلاف السنين على هذه الأرض، لم يكن إلا عبر روح بيضاء امتازوا بها. وقبول للآخر صنو الإنسانية ونظير الخلق، فلا آخر طالما عاش قديماً على أرضهم، ولهذا أعاد لهم النصر في الموصل روحهم الواحدة التي اذا اشتكى منها طرف تداعت له كل الأطياف، حبّاً واحتضاناً وتقارباً، وصولات إن لزم الأمر».وتابع رئيس الوزراء «ونحن نخوض حرباً ضد الفساد والخراب، واعون تماماً لما لهذا العزم العراقي القوي من أثر، بفضل تصميمهم الذي أزاحوا به الإرهاب وجياثيمه، سينتصر العراقيون بإعمار بلدهم وفي حربهم على الفساد والفاسدين، وستكون مرتبة أخرى يرتقونها معاً كشعب واحد متآزر. فقد دفعوا ثمناً لم يدفعه قبلهم أحد»، مشيراً إلى أن «وقفة قواتنا المسلحة، كانت وقفة مسؤولة وتحمل كل معاني الحميّة والشجاعة التي أثمرت هزيمة ناجزة للتنظيم الإرهابي على يد أبطال الجيش العراقي والشرطة ومكافحة الإرهاب، والحشد الشعبي والبيشمركة وباقي صنوف قواتنا، وكل من نذر دمه من أجل أن يبقى بلده مصاناً وكرامة أبنائه في عز ورفعة، مثلما كان لموقف المرجعية الدينية الرشيدة كلمتها الحاسمة المبدئية المنطلقة من شرف الاعتزاز بكرامة هذا الوطن، ومثلما كانت عبر كل العصور سنداً للخير، وقوة للمحبة والتآلف والعيش السلمي والشكر لكل من ساند العراق من الدول».
ولفت القائد العام للقوات المسلحة إلى أن «أعظم من نستذكرهم اليوم، هم شهداء العراق، المثابات الشامخة التي رفعت اسمه عالياً وحفظت للعراق الكرامة وأمدّته بأسباب بقائه، مثلما بقي عبر عصور طويلة، مناراً للعالم وقبلة للناظرين، وموطناً للحضارة الأولى، كل الفخر والاعتزاز والسمو لأسر الشهداء، وأهلهم ومحبيهم، بفضلكم بقي العراق، وما زلنا نحمل كرامة العيش، كل الفخر والعزّة لضحايا التنظيم الإرهابي، وكل من جعل من جسده وروحه ترساً أو كشفاً لوحشية الإرهاب ودليلاً على سقوط اطروحة داعش الهدّامة المتسافلة».
 
ضرورة عودة النازحين
من ناحيته قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في بيان: إنه «بمشاعر الفخر والاعتزاز العراقية، تمرُّ علينا الذكرى الثالثة لتحرير الموصل، بنصر عظيم أدهش العالم، وسطَّر ملاحم الشجاعة والكبرياء والتضحية العراقية، التي تضمَّخت بدماء العراقيين الشجعان من كلِّ تشكيلات قواتنا البطلة، من الجيش والشرطة والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشدين الشعبي والعشائري والبيشمركة والمدنيين، وكلِّ من ساند قواتنا الأمنية، وبدعم المرجعية الدينية وإسناد قوات التحالف والدول الشقيقة والصديقة وجميع شرفاء العالم»، لافتاً إلى أن «هذا النصر العراقي المبين سيبقى شاهد عزة وكرامة عبر الأجيال، ودرساً في العطاء والتضحية والفداء قلَّ نظيره». واضاف الحلبوسي «مع استذكارنا للعام الثالث على تحرير الموصل، نؤكد أهمية إسراع الحكومة في إعادة النازحين والبدء ببرامج الإعمار الضرورية، وتعويض المتضررين من أبناء نينوى وجميع المدن المحررة، وكشف مصير المغيبين من أبنائها، ولزوم منح أسر الشهداء والجرحى من أبناء العراق حقوقهم القانونية الكاملة، وضمان العيش الكريم لهم؛ عرفاناً بجميل التضحية التي قدَّمها هؤلاء الأبطال».  
 
دور شهداء الكلمة
في غضون ذلك، استذكر وزير الدفاع جمعة عناد، بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل،  «تضحيات الأبطال من الشهداء الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية أرض الموصل، فرسمت طريق النصر وعبدته، فتحية لأرواحهم الطاهرة وألف تحية لجرحانا الأبطال الذين كان لهم دور كبير في إحراز النصر».
واضاف عناد، في بيان، «نهنئ بشكل خاص أبناء مدينة الموصل الأصلاء الذين كان لهم دور كبير في تحرير مدينتهم وإحراز النصر من خلال مساندتهم للقوات المسلحة ووقوفهم ضد إرهابيي داعش ورفضهم فكرهم المتطرف، كما نستذكر الدور الكبير الذي قامت به وسائل الإعلام من خلال نشرها جرائم داعش وفضح حقيقته أمام العالم أجمع، ولا ننسى شهداء الكلمة من الإعلاميين الأبطال الذين استشهدوا في سبيل نقل بطولات قواتنا المسلحة ونقل الحقيقة للعالم أجمع، وكذلك نستذكر دور قوات التحالف من خلال طلعاتهم الجوية واسنادهم للقطعات العراقية حيث ساهمت هذه الطلعات الجوية بشكل كبير في تحقيق النصر على إرهابيي داعش». وقال عناد: «ونحن اليوم إذ نحتفل بالذكرى الثالثة لتحرير الموصل نشد بأيدينا على كل الجهود المبذولة لإعادة إعمار هذه المدينة العريقة وإعادتها الى ألقها وزهوها، فهي مدينة العلم والحضارة والتاريخ، هكذا كانت وستبقى إن شاء الله بجهود الخيرين من أبناء العراق».
 
الفتوى الخالدة للمرجعية
بينما قال وزير الداخلية عثمان الغانمي، في بيان: «السلام على رجال قواتنا الأمنية البطلة بصنوفها كافة، الذين خطّوا تأريخاً لأنفسهم وكتبوا في يوم العاشر من تموز أنشودة النصر على تربة الحدباء لترددها الأجيال، إنه يوم عودة مدينة الموصل إلى أحضان العراق، وكان لرجال الداخلية صولات وجولات مع باقي إخوانهم في الأجهزة الأمنية، فشكراً لمن صنع النصر، والرحمة للشهداء الذين غرسوا بدمائهم شجرة المجد، وشكراً للذين ما زال عطر النصر يفوح من صدورهم، إنهم الجرحى الأبطال».بدوره، استذكر رئيس اركان الجيش، الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله، بـ»هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعاً، دور الشهداء الابرار والجرحى الابطال فألف تحية لأرواحهم الطاهرة وامنياتنا بالشفاء لكل جرحانا الابطال كما يسعدنا ان نتقدم بشكرنا الكبير لفرسان الاعلام الابطال الذين كانوا المرآة التي عكست صورة الانتصارات والكلمة الصادقة التي نقلت للعالم اجمع بشائر التحرير ونثمن دورهم الكبير في صناعة النصر ودور شهدائهم الابرار الذين سقطوا من اجل الكلمة الصادقة والصورة الناصعة البياض لتلاحم الشعب والجيش معا فألف تحية اجلال واكبار لأرواحهم الطاهرة والشكر مقرون لقوات التحالف الدولي للدور الذي لعبته قواتهم الجوية في اسناد قطعاتنا الارضية وهي تؤدي دورها في معارك النصر والتحرير».في حين وجه نائب قائد العمليات المشتركة، عبد الأمير الشمري، في بيان، «سلامًا على الفتوى الخالدة للمرجعية الرشيدة، وتحية إجلال وإكرام لشهداء العراق الذين فاضت أرواحهم على أرض نينوى لتحريرها، هذه الدماء العراقية مِن الجنوب والوسط والغرب والشرق والشمال لتروي أرض الموصل وتطهرها مِن دنس عصابات داعش الإرهابية وظلاميتها، تحية تقدير وعرفان للجرحى الذين حملوا أوسمة شرف في تحرير ثاني كبرى مدن العراق، تحية اجلال وعرفان لكل أبناء شعبنا الكريم ومواطني نينوى الذين كانوا العون الحقيقي في تحقيق النصر»، عاداً «ملحمة تحرير الموصل أنها بوابة النصر العسكري الكامل على خرافة داعش الإرهابية وهي ملحمة عراقية بامتياز خالصة بدماء أبنائكم وتضحياتهم».
 
صور التلاحم الشعبي
إلى ذلك، اكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية سعران الاعاجيبي ان القوات الامنية بجميع صنوفها يرافقها الحشد الشعبي سطرت اروع صور التلاحم ورسمت مجدا جديدا يضاف الى امجادها في القضاء على اشرس عصابة عرفها التاريخ الحديث.وقال الاعاجيبي، في حديث لـ»الصباح»: في «ذكرى تحرير الموصل سجل العراقيون انتصاراتهم الكبيرة على قوى الظلام واثبتوا قدراتهم العسكرية الكبيرة على الارهاب، وستبقى هذه الذكرى ملهمة لكل العراقيين وسيبقى تأثيرها كبيراً في وحدة الصف «، مباركا لابناء الموصل عودة مدينتهم الى احضانهم بسواعد ابطال البلد.واضاف الاعاجيبي ان القوات الامنية اذهلت العالم بما حققته من بطولات على «داعش» في اوقات صعبة كان يعيشها البلد بعد ان راهن الجميع على عدم قدرته على تحقيق النصر فكان تحديا استطاع ابناء البلد الغيارى التفوق فيه بجدارة، مبينا ان الابطال اعادوا الهيبة للقوات الامنية بهذا الانتصار فهنيئا لهم والرحمة والغفران لشهدائنا الابطال، مشدداً على ضرورة ان تتماسك كل الجهات السياسية وتتحد لانصاف الشهداء واحترام دمائهم الغالية في تحرير الموصل والاراضي العراقية من الارهاب.وعد الاعاجيبي انتصارات العراقيين دليلا على قدرتهم على تحقيق الصعاب من خلال توحدهم وانتمائهم لارضهم، داعيا الجهات السياسية الى ان تكون على قدر المسؤولية في دعم الحكومة في الحرب على الفساد وتحقيق طموحات العراقيين في بلد امن مستقر اقتصاديا وسياسيا وامنيا.
الانتصار على قوى الظلام
وفي السياق، لفتت النائب المستقل ندى شاكر جودت إلى ان ذكرى تحرير الموصل نقشت في ذاكرة الزمن وعبرت عن حجم التضحيات الكبيرة للعراقيين من اجل تحرير ارضهم من الارهاب ومحاربتهم لقوى الظلام نيابة عن العالم وهو ما سجله التاريخ كعلامة مميزة للقوات العراقية والحشد الشعبي.
واضافت جودت لـ»الصباح» ان تحرير الموصل علامة مميزة في توحيد صفوف العراقيين في الوقوف ضد الارهاب والارهابيين، لافتة الى ان تحرير الموصل كان الضربة التي قضت على الارهاب وتحرير الارض العراقية من دنس العصابات الظلامية، مستذكرة بهذه المناسبة الشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل تطهير ارض العراق من تنظيم داعش الارهابي.ودعت جودت إلى أن تكون ذكرى تحرير الموصل حافزا للحكومة ولكل القوى السياسية في تحقيق مطالب الشعب وتحرير الاقتصاد العراقي وانعاشه والقضاء على الفاسدين وتحقيق طموحات العراقيين في العيش الكريم في بلد اعطى الكثير من الدماء من اجل التحرير لذلك يجب ان ترتقي الحكومة لحجم التضحيات وتعتمد خططاً تنموية تحقق طموحات العراقيين وآمالهم.بينما بارك رئيس لجنة التعايش السلمي النيابية عبود العيساوي ذكرى تحرير الموصل، مشيداً بقوة العراقيين في توحيد صفوفهم وتحرير اراضيهم والانتصار على الارهاب.
وقال العيساوي في حديث لـ»الصباح»: لا يمكن الاحتفال بذكرى التحرير من دون ذكر الشهداء والتضحيات الكبيرة التي قدموها من اجل العراق والعراقيين وبناء مستقبل افضل للاجيال المقبلة التي ستعيش وتستذكر تحرير الموصل بيد ابطال العراق وشهدائه والقضاء على اكبر موجة ارهابية ظلامية.واضاف العيساوي ان تحرير الموصل سيبقى تأثيره عالقا في اذهان كل العراقيين بصفته احد اهم مسببات توحيد الصفوف في مواجهة الارهاب والارهابيين وايقونة فخر العراقيين على مر التاريخ، مبيناً أن المناسبة ستبقى علامة مهمة في تاريخ العراق ودليلا على قوة الجيش ووحدة العراقيين وقدرتهم على التضحية وانتمائهم  لوطنهم.