غسان حسن محمد
لم تهزهُ العواصفُ..،
ولم يأبه لفقدان..،
كان يُرَتبُ حبيباتَهُ على الرفوف..
قدماهُ على الأرض..،
ورأسهُ يطوفُ عوالمَ الخيال..،
يبتكرُ هناءاتِ الكائن..،
على حين غرةٍ..،
باغتتهُ حكمةُ الدهورِ على لسانِ الامِّ:
كفى ايُّها العليم..،
لقد دارَ عليك:
الامسُ واليومُ والغدُ
برقصةِ الفناء..
بعد أن خذلتكَ الكتب..،
ولم تدرأ عنكَ الخسارات!
***
بعد رحلةٍ في التطهر..
خرجَ من النهر..
وقف أمام بيت غُلِّقت أبوابهُ بإحكام ..،
عندها أدرك أن حزمة المفاتيح:
أنزلقت من جيبٍ يغفو على قلبه..
ومضت نحو القاع!
***
بعد أن بلغَ التصحرُ..
وسعَ البصر.. ،
ثمةَ من لم يزلْ..
يُصرُّ على وجود النهر..،
وضفتهِ الأخرى.. ،
وفرصةٍ سانحةٍ للعبور!
***
بين ليلٍ .. ونهار..،
ثمة مساحةٌ للأعرافِ تسكنها الروحُ..
تتناوبُ عليها سُحبٌ رمادية..
تهطلُ بغزارةٍ ..،
على غير ماتشتهي سماء..،
فيكبرُ صُبَّارٌ يَهبُ العطشَ..
ولا يَصلحُ شاخصةً في طريق!