علي رياح
جاء الاستثناء الآسيوي الأخير من اشتراطات التراخيص، ليسلط الضوء مجددا على واحدة من أكبر مشكلات الكرة، والأصح مشكلات الرياضة العراقية التي تنمو وتتفاقم دونما حدود أو حلول!
كثير من مسؤولي الأندية حمدوا الله واثنوا عليه، وتنفـّسوا الصعداء، لمجرد أن فرصة أخرى أتيحت لهم لتفادي الحرمان من المشاركة في الاستحقاقات الرسمية، ولكن ما فاتهم هذه المرة – مثل كل مرة – هذا السؤال: كيف سيكون عليه الحال في العام المقبل، وكيف يمكن تدبر أمر التراخيص في ظل أزمة رياضية ليست وليدة اليوم أو هذا العهد، تضرب أطنابها في الأرض العراقية ولا يمكن أن نفتح أعيننا ذات صباح وقد وجدنا الحلول عند الأبواب؟!.
رسالة الاتحاد الآسيوي الاخيرة التي تمنحنا فرصة أخرى، لا يمكن أن تخفي الحقيقة الكاملة التي يعرفها الاتحاد القاري واتحادنا المحلي كما تعرفها أنديتنا، وهي أننا ما زلنا نلعب في الوقت بدل التالف ولا اقول الضائع!.
فالإشعار الآسيوي الذي يسهل أمر انديتنا هذه المرة تحت ظل تفشّي وباء كورونا ومراعاة ذلك كاستثناء، ليس سوى إبرة مُهدّئة ستعود بعدها الأوجاع في ظل بنية تحتية رياضية ضعيفة أو متهالكة أو مفقودة لدى أنديتنا بشكل عام!.
مجرد المرور على مفردة (تراخيص) كان له في السنوات الماضية أثر الوبال على الرياضة العراقية.. كان المرور عليها يشكل رعبا حقيقيا، في ظل غياب مزمن لستراتيجية الدولة الغائبة في التعاطي مع كيانات الأندية، فضلا عن التوسع الذي حصل في منح إجازاتها خلال السنوات الماضية من دون أن يتوفر شرط واحد متكامل متعارف عليه عالميا، كي ينطبق وصف ناد على المكان الذي يفترض أنه يحمل المواصفات والشروط التي تنضج معها هذه التسمية!.
كثيرا ما كتبنا قبل سنوات عن المأزق الكبير الذي وُضع فيه الأشخاص الذين تصدوا لمهمة التجوال والبحث والتقصي في إطار لجنة تراخيص الأندية، وقلنا إن وضع مجموعة من خيرة العاملين في الوسط الرياضي تحت رحمة هذه اللجنة يعني إحراجهم تماما، فهم لن يجدوا ناديا واحدا في العراق تنطبق عليه متطلبات التراخيص الكاملة التامة، ولهذا سيكون موقف اللجنة العملي أنها ستبحث عن أقل الأندية مخالفة، ومع استمرار الضغوط واقتراب الموعد الذي حدده الاتحاد الاسيوي، ستجد اللجنة نفسها مضطرة لأن تغض النظر عن كثير من الاشتراطات، وستقع تحت رحمة المجاملة!.
هذا ما كتبناه منذ سنوات، فما الذي تحقق بعد ذلك غير ما توقعناه تماما.. ذلك لأننا في كثير من الأحيان نلوي عنق الحقيقة ولا نقبل الاعتراف بالواقع المزري لأنديتنا التي لا تملك إلا بعض المقومات المعهودة في العالم، ومع هذا وصلنا في يوم من الأيام إلى الإعلان عن أن معظم أندية الدوري قد استكملت متطلبات التراخيص!.