نصوص قصيرة جداً

ثقافة 2020/07/15
...

 
ايسر الصندوق
 
 
نوافذ
أحتاج الى معجزة في ذلك الوقت, وأوفر حظاً, لم أستطع فعل شيء ولم أجد ثمة ما يومي بالحياة, السنين خالية من النوافذ, لا يمر بها الضياء, حتى لا أدري ان فتحت بعد موتي 
أم لا؟
 
انتظار
ذهب زمانها, وحظها من الحياة واقفاً دون سؤال, تشتكي لأمها عن ذلك الزوج الذي فقد صوابه وتقول: الى متى وأنا على هذه الحال؟
في الوقت الذي كانت الأم تبحث عن مفقودات أخرى.
 
صوت
أرهقته الكثير من الأصوات في هذه الحياة, حتى استغاث من شدة الصوت الذي دوى في رأسه, لم يشتك لأحد سوى نفسه مخافة أنْ يظهره, إذ لم يكن ذلك الصوت سوى صوت أبيه الغائب في الانفجار.
 
وهج الحياة
كانت تأخذهم في رحلات جميلة الى العالم الذي يجهلون بقوتها وعطفها, تحرق الفرح في عينيها إلا أنهم عجزوا عن فهم هذا, تسحق ساعاتها بين شيء ضعيف من شهيق وزفير, حتى أصبحت أكثر صمتاً.
 
جسد مثقل
نظر لزحمة الأشلاء, والدقائق القادمة بين عويل يحرق الأنفاس ولهاث لشوارع خالية من المارة تعج برائحة الرحيل, حتى أخذ بالعودة وهو يقول في نفسه: ما من جديد اليوم سوى حلم قديم أصبح اليوم 
غائباً.
 
الأم
لا تدري.. كيف ستنتهي حياته؟ يجري الأنين في عروقها كنزف دم دون سكين, لا يفقه ما تقول, فالموت كان نائماً في الجوار يوماً بعد 
يوم.
 
عند آخر الليل
ما زال يحلم في الوصول الى أول الطريق, حتى انتهت ساعات الفجر الأولى, صرخ في برودة الصمت وقفز من غطاء نومه, بدا له أنه يركض في الفراغ باحثاً عن ذاكرة.
 
الغياب
أنست الغياب, فالجميع قد رحلوا الى كل مكان. بلا نهاية تنظر الى المرآة وتبحث عن صورتها عن التفاصيل الغائبة وما تبقى منها, لا من حل لهذه الصورة. يجب أن تتقبلها أو لا تتقبلها, ولكن بدمعات خبيئة.
 
في عالم آخر
يخيل إليها أنها في عالم آخر, عندما كانت تنصت لصوته وهو يسترسل الحديث بكلمات يلفها الشوق والحنان, محلقاً بعالم آخر, تاهت في ذلك العالم, حتى أكلتها خيانته بصمت.