مهدي القريشي
منذ عشرة آلاف سيف ورقبة
والحكمة تتدلى من أفواه النكبات
تذكيها بكارة الكلام
وتفتّتها سيوف المحاربين.
الفتى تحت القبة الذهبية
من منجمه يهب المشورة
ونحن نتفنن في العصيان
ولتأريخنا إجازة الندم ،
نستر الندم بثيابنا
لئلا يحتقره الوضوح .
ذنوبنا تتدلى على مشجب الوقت
والثرثرة المسلوقة بالفراغ.
تنحدرون من سلالة الله
مجدكم ملح هذه الأرض
ونحن سبختها
الطرق إليك متخمة بالأرامل
والخطى تغسل الأرصفة الآثمة
الكل يترك بصماته على شبابيكك
وأنا ألوذ بشموسك المتدلية
وأمجّدك
ينظرون إلى أقفالها الفضية
أيتها الأقفال...
يا شفيعة الألم والأسى
يا شفيعة الذنوب
يا شفيعة الغيوم في شهوة الخطيئة
يا شفيعة الكلام في باحة الجسد
يا شفيعة القمر
والحوت يبتلعه في غفوته
يا شفيعة الغريب بين أهله
وأهله يهدمون غموض الطمأنينة بالشحوب
حرفتهم مسح قبابك
وحرفتك فتح ذاكرتنا
وإطلاق العنان لهزائمنا
**
انتظروك...
القاعدون على دكة الضوء
والقائمون من رفاة الخديعة
الماضون مع راياتهم المبلولة بالطعنات
والقادمون مع صهيل الأنوثة
القابضون على شيخوختهم من شهقة القبر
والباسطون غموضهم في عتمة مستقيمة
الراكضون في سرادق اسمُه القبر
والحاملون غيوماً بيضاً ،
نسجوا من لغة البيادر
سريراً بسعة الحلم..
احتسينا كوباً من بلاغتك
وأدخلنا أجسادنا في رذاذ حصانك
وأنت مغرم بفك لغز مملكة الضجة..
انتظروك...
ولأنك لم تأت
ناموا...
إلّا النازف أحلامه
فوق بيض الجراح
لتولد القصيدة .