تتلقى رسالة كتبها لها خطيبها قبل 77 سنة

الصفحة الاخيرة 2019/01/01
...

أوليفيا بيتر
ترجمة : انيس الصفار                                               
تلقت جدة عجوز عمرها 99 عاماً رسالة حب كتبها لها خطيبها قبل 77 عاماً وقبل ان تبتلعه الحرب العالمية الثانية، استلمت فيليس بونتنغ الرسالة المكتوبة بخط اليد بعد انتشالها من قاع المحيط الاطلسي حيث ترقد سفينة الشحن التي اغرقت في العام 1941. آخر رسالة ارسلتها بونتنغ الى خطيبها بيل ووكر، الذي كان يؤدي الخدمة العسكرية في الهند يومها، حملت موافقتها على عرضه بالزواج منها. حينها تصورت ان تأخره في الرد كان معناه انه غير رأيه، ولكنها فهمت الان. في رسالته يذكر ووكر كيف "ابكته الفرحة" عندما تلقى موافقتها على عرضه. كتب يقول: "تمنيت لو انك كنت قربي لحظة فتحتها، وليتك تعلمين اي فرحة غمرتني يا حبيبتي." لا تعلم بونتنغ الى اليوم إن كان ووكر قد نجا من الحرب ولكنها تابعت حياتها، فتزوجت رجلاً اسمه جيم هولوي وانجبت منه اربعة اطفال وهبوا العائلة بدورهم اربعة احفاد وسبعة من ابناء الاحفاد. توفي هولوي بعد زواجهما بعدة سنوات، فتزوجت ثانية من ريجنالد بونتنغ. تقول الجدة العجوز متخيلة كم كان مسار حياتها سيتغير لو كانت قد استلمت تلك الرسالة في أوانها واجتمع شملها بووكر: "لا اعتقد ان بيل قد نجا من الحرب وإلا لجاء الى عنواني في روزلاند أفنيو. كنا سنتزوج حتماً لأنه كان يحبني غاية الحب." انتشل الباحثون البحريون رسالة ووكر خلال عملية بحث عن الفضة، ولكنهم اكتشفوا بدلاً منها مئات الرسائل الشخصية التي وضعت للعرض حالياً في معرض جديد اقامه "متحف البريد" في لندن بعنوان "اصوات من الاعماق". يقول شون كنغزلي المشرف على المتحف: ان هذه هي اكبر مجموعة من الرسائل تنتشل من حطام سفينة غارقة منذ بدأ الناس الكتابة، ويمضي مضيفاً انها ما كانت ستبقى الى الان لولا ان الضوء معدوم في الاعماق وبالتالي ينعدم الاوكسجين والمحيط ظلام في ظلام.  يمضي كنغزلي: "في مختبر الصيانة بدأت الكلمات بالظهور فجأة ثم اتضحت شيئاً فشيئاً. هنالك ما يقارب 700 رسالة كتبت في الهند البريطانية في العام 1940." كانت رسالة ووكر تذكر بونتنغ باسم "فيل" وهكذا تمكن برنامج "وان شو" الذي تعرضه محطة "بي بي سي" من الوصول اليها والتعرف عليها وسوف تعطى نسخة من الرسالة كي تحتفظ بها لنفسها.  كتب ووكر الى بونتنغ يصف لها مشاعره عندما تلقى موافقتها على عرضه بالزواج منها فقال: "لم اتمالك نفسي، ليتك تعلمين اي فرحة غمرتني، لقد ابكتني يا حبيبتي". 
عن صحيفة الاندبندنت