حوريَّةٌ في الرمادي

ثقافة 2020/07/18
...

محمد شاكر الخطاط
 
 
 
في الجوار 
حينما خلقَ الله الوردة 
كنتُ محدقًا في فضاء جسدي 
أرصدُ ظلام العالم في جمجمتي 
غير أنَّ آدم ترك الجنة وتشبث بالغيمة
هو انغمس في بدلة الحياة 
وأنا أشاكس عمري ملتفتًا إلى ثمرةِ توضيحي
هو هبط إلى بلادٍ عارية لم تسجد له بعد
بينما "الولد العنيد" كذبته الفراشات 
وانتحرت في منتهى شرايينه
هو لم يتعلق بالأحلام
على كل حال
فيما أنا ضربت الأحلام "عصفورين بحجر  "
ولم ينفلق العالم بالأمنيات 
ألهذا كلما وقفتُ أمام صورتكِ
تجذر الكون عن مجراته 
ويبدأ يتسربل بالسقوط 
متمنيًا أن يكون مثل سيزيف
باحثًا عن هالة وجهكِ 
فيما العرافات نثرن نجومهن بالتقاط صورةٍ للعالم
يبحثن عن تكوين روحكِ
فصارت أوراق حظوظٍ يتنبؤها العشاق
حينما مررنا من محلات "خاشع" 
قال قوم: "إنَّ الله قد أنزل حوريةً من جنته" 
في الرمادي
فاستدارت الشمس وجهها أمام ابتسامة ثغركِ
وأنتِ ترتبين انكسار ضفيرتها الملتهبة فوق سطوح "شارع عشرين"
تتوردين 
 تبتسمين 
 تتكلمين
بينما أنا أغار عليك من عيون الهواء 
عيون الدمى التي لازمها الصداع 
من عطركِ الذي أفنى الأميرات 
أفنى الشياطين ساجدين لكِ
لكنَّ آدم تركته الملائكة 
وحده يقلّب عمرهُ صفرًا 
ودّ لو أنه نفخة بوقٍ 
تستعيدُ له جمال 
نرسيس 
فكيف لشوق قلبي؟ 
وأنا هذا المتلهفُ مرةً أخرى
كرغيفِ خبزٍ لرائحة عطركِ 
لأصابعكِ التي تشبه قطن غيمة
لعينيكِ العسلية التي تتبدلُ ألوانها 
حالما تنفق السماء علينا أمنياتنا
لصوتك الملائكي الذي ينام معي 
ويطردُ عني وساوس العالم
لخصرك النحيف الذي يشبه ممرات منطقة العزيزية 
فكوني حبيبتي وصلاتي 
هل تخافين أن تلتقي "ميم" ... حماقاتي
مع "سين" ... سمائكِ
وأعرفُ أني ذلك المجنون بكِ
فهلّا تطبعي وردة شفتيك المتوردة 
فوق شفتي التي أصبحت مجرد مطرٍ من رخام ؟ 
وأدري أنَّ عمري ربابةٌ حزينة 
مهما اعتلاها الفرح
يثقبها الظلام 
ألهذا كلما أقفُ أمام صورتكِ
تبتسمُ لي الملائكة ؟؟
ألهذا تبتسمُ لي الأيام النحاسية ؟؟