اعتراف

ثقافة 2020/07/19
...

سعاد نعيم
 
كما الورد يحمل أشواكا 
وكما الربيع يزدهر شوقا، 
وكما الأرائك بانتظار حضورك، 
تهبط نحوي مثل غيمةٍ، تبللُ الوقتَ، واللغة، 
إذ تتلو صلاتك الصوفية، تبادلني الأسماء، وتغسل فمي بالقبلات،
وحدكَ تملكُ الفصولَ، الساعاتِ،
عند ظلِّك الباذخِ، ظلِّ البستان، أو فيضَ القميص،
أنتظر..
انتظر. 
أستعيد لعبة الوقت، يراودني حضورك، إذ تشعل شمعة، توهمني بالرؤيا، بالطرق القريبة،
بأصابعك،
وهي تقطفُ العسلَ، واللهاثَ، والموسيقى.
**
لن تغمض عينيّ، 
فأنا انتظر الحضور، 
أحدّق في البعيد، حيث رائحة قميصك، تركض فيّ مثل صهيل ساخن،
تلملم أسرار الليل، وأسرار الجسد، تُعلّمني طقسَ انتظارك،
انتظارك الأبيض، قبل أنْ تغربَ الشمسُ علينا.
**
اللحظات تصعد دافئة من أصابعك،
ترمم ذاكرة البرد، تشاطرني شغف الغياب،
قدّاس اللقاء، حيث تنسل حروفك مثل ازميل،
ينقش على جسدي غوايتها، اقنعتها، اعترافها.
أعرف أنكَ تتسعُ مثل نداءِ الليل،
فمُكَ الماطرُ يثرثر مثل غيمة ماطرة،
يترك عطر الوصل صاخبا، يطرد الساعات القديمة،
والفصول الباردة، 
يرقص السامبا، يوهبني الربيع، الطيران،
يترك أصابع الذبول على طاولة الخريف،
ليبدأ بالهذيان..