في البداية لا ننكر ما للجامعات الأهلية من دور مهم في توفير الفرص الأصولية للطلبة من خريجي الإعدادية لإكمال دراستهم الجامعية وفقا لرغباتهم، ولا ننكر أيضا نحن (أولياء أمور الطلبة) قد أرسلنا أبناءنا للدراسة فيها بمحض إرادتنا تقودنا رغبات أبنائنا لتحقيق طموحهم، ذلك على الرغم من أن قدرات واقعنا المعيشي والاقتصادي (وفي الظروف الطبيعية) لا يناغم أو ينسجم مع شرط تلك الجامعات الخاص بمبلغ القسط الدراسي السنوي، لكن يبقى عزاؤنا لتحمل أعباء ذلك القسط (الذي كنا نسدده بزهو وليس على مضض) هو تحقيق رغبة أبنائنا في دراسة الاختصاص الذي يرغبونه. لكن ونظرا للظرف الاقتصادي الاستثنائي الذي يمر به البلد، والذي أصبحنا نحن الآباء وخصوصا الموظفين منا (ناهيك عن ذوي الأعمال اليومية الذين توقفت أعمالهم تناغما مع اشتراطات جائحة كورونا) نشارك الحكومة أزمتها المالية الحالية واستجابتنا لضوابطها لدعم ميزانية الدولة تأخير رواتبنا في بعض الاحيان، والمشكلة، أن بعض الجامعات تهدد الطلبة بعدم السماح لهم بأداء الامتحان النهائي ما لم يسددوا مبلغ القسط الدراسي السنوي ما يعني أنها اتخذت من المنفعة المادية معيارا لرسالتها التي يفترض أن تكون تربوية وإنسانية ورفع المستوى العلمي للطلبة، خاصة وأن موعد التسديد تزامن مع الوضع الاقتصادي الراهن لأولياء أمور الطلبة إضافة لتداعيات جائحة كورونا على الوضع العام، وهي مشكلة نرى أن طرفيها هما الجامعات الأهلية وأولياء الطلبة، ونرى أيضا أن الحق فيها لكليهما، فالجامعات تعتمد العقد بينها وبين الطلبة بالتسديد، والذي يفترض بها أن تأخذ بنظر الاعتبار سوء الوضع العام للبلد والطلبة الذين تعسر إلتزامهم بالعقد قسرا وخارج إرادتهم وإرادة أولياء أمورهم، لا سيما أن الطلبة لا يطالبون أساسا بإلغاء القسط بل باللطف فيه أو تأخيره (لحين ميسرة)، ليجتازوا الامتحان بأريحية ومن دون ضغط قد يربك أداءهم ويأتي بنتيجة سلبية لمستواهم العلمي.
وأخيرا، وكأني بلسان حال كل أولياء أمور الطلبة، أخاطب عمادات تلك الجامعات الموقرة بالقول: لأولئك الطلبة آباء لكنكم الآباء الروحيون والحقيقيون وأن الكرة الآن في ملعبكم وأكثر تهديدا لشباك مرماكم من تهديدها لشباكهم، والأمل معقود بمواقفكم الأبوية للنظر في قضية أبنائكم من طلبة جامعاتكم
الموقرة.