عدوية الهلالي
في عالم الدوائر حين توصف امرأة ما بانها عملية فالمقصود بذلك التزامها الجدي في العمل، وحين يوصف مظهرها بذلك فالمقصود دون شك ميلها الى البساطة والحشمة ، ومادامت المرأة تطالب بمساواتها مع الرجل وتقتحم معظم مجالاته العملية لتحقيق ذلك، فان عليها ان تضع جانباً اسلحتها الأنثوية التقليدية وتتسلح بالذكاء والجدية وبساطة المظهر لتغلق في وجه الرجل جميع الثغرات التي يمكن من خلالها ادانتها او معاملتها كمخلوق رقيق وحسب .
ربما تتوق جميع النساء الى مجاراة الموضة واستخدام المساحيق، ولكن هل باستطاعة المرأة ان تتزين بالبساطة والثقة والقناعة خلال ساعات الدوام الرسمي، في الأقل؟ ولو سألت الرجال عن آرائهم في تبرج النساء فسوف تتباين الآراء بالطبع لكن النسبة الأكبر ستكون لأولئك الذين يفضلونها بسيطة المظهر صباحاً ... جميلة مشعة ومتكاملة الزينة دون مبالغة في المناسبات والسهرات بل وحتى في استقبال زوجها بعد يوم عمل
مرهق .
المشكلة التي تواجهها المرأة ولايفهمها الرجل غالباً انها تقف في حياتها امام خيارين لا ثالث لهما ، فهي اما ان تكون ملكة او تكون عبدة وهي في معركتها تلك اقرب الى الشعور بالتعاسة فقد تتصور انها بلغت كل ما تحلم به من مجد وسعادة في الوقت الذي يقابل البعض جهودها بالتجاهل او بالتقليل من شأنها” لأنها انثى ،هنا تظل المرأة تلهث وراء كل جديد في خطوط الموضة حتى وان لم يناسبها متحررة من اوهام الحب والسلطة الزائفة والوظيفة في ظل رجل يذكرها دوماً بأنها صورة جميلة وليست
قيمة .!
مع ذلك ، لابد ان يعترف الرجال في الشرق والغرب بأن هناك نساء في العالم اليوم على قلة عددهن يخرجن عن موضوع اذلال المرأة بجمالها وانوثتها ونجحت كل واحدة منهن في تحقيق معادلة ايجابية لحياتها توازن فيها بين احتياجاتها وكرامتها ، وهذا النوع من النساء ارتفع فوق التعقيدات التي يمثلها سوء الفهم السائد في المجتمعات، ويحلقن الآن فوق السحاب بعيداً عن الواقع الذي تتخبط فيه اكثر النساء لأنهن توصلن الى حل معادلة (قيمة المرأة) دون السعي وراء مايبرز جمالها الظاهري وايضا دون التخلي عن الجمال الطبيعي والأنوثة (الربانية) التي ينبغي على كل امرأة ان تحافظ عليها، اضافة الى السعي لتطوير مواهبها بوعي وادراك.ولو توصلت كل امرأة الى خلق توازن معقول بين حاجاتها الكمالية ومتطلباتها الروحية والمعنوية واشعار الرجل بذلك، فستنال الشعور بقيمتها وتتخلص من الاحباط والاكتئاب الذي يحول حياة معظم النساء الى جحيم.